أصحاب مولدات اشتراك بالحسكة يتذمرون: أعطال وتكاليف باهظة بسبب رداءة المازوت
الحسكة – نورث برس
يقف عبدالكريم مصطفى، أمام براميل مليئة بمادة المازوت، وقد غطت طبقة سميكة من الشحوم سطحها وهو يقوم بتحريكها مشيراً إلى سوء جودة المازوت المقدم لمولدات الاشتراك (الأمبيرات) التي باتت بديلاً للتيار الكهربائي النظامي ويعتمد عليها السكان بشكل رئيسي.
“مصطفى” البالغ من العمر (54 عاماً) وتتألف عائلته من 7 أفراد، يعمل كمشغل لمولدة تقع على الطريق العام في حي النشوة الشرقية، في الحسكة، يشتكي من سوء جودة المازوت المقدم من شركة محروقات الحسكة “السادكوب” لمولدات الاشتراك.
يقول لنورث برس: “يأتينا المازوت مليئاً بالشحم، نضطر كل يومين أو ثلاثة لتبديل المصافي، في أحيان كثيرة تتوقف المولدة تلقائياً عن العمل نتيجة امتلاء المصافي بالشحم نتيجة سوء جودة المازوت. كما نضطر أسبوعياً لتغيير البخاخات وإصلاح طرمبة المازوت”.
كل ما سبق من الأعطال التي يتسبب بها رداءة المازوت، تكلّف أصحاب المولدات مبالغ باهظة كثمن لقطع الغيار والصيانة.
ويبلغ ثمن زوجين من المصافي 6 آلاف ليرة، أما “الطرمبة”، فلا يقل تبديلها لمرة واحدة كل شهر عن مليون ونصف المليون ليرة، إضافة إلى أن تنظيف البخاخات يدفع عليه نحو 800 ألف ليرة، بحسب “مصطفى”.
ومنذ بداية العام الجاري، يعاني أصحاب المولدات من سوء جودة المازوت وتبعات ذلك على المولدة، “ما نجنيه من مبالغ من المشتركين ندفع معظمه على عملية الصيانة”.
ولم يكن حال يوسف أحمد المحمد (36 عاماً) ويعمل على مولدة اشتراك في حي النشوة الشرقية، بأفضل من أحوال بقية أصحاب المولدات.
ويقول لنورث برس: “نقع بين نارين، إذا لم نقم بتشغيل المولدة فإن المشتركين يشتكون، وفي حال قمنا بتشغيلها فستتعرض لضرر كبير، نتيجة المازوت، حيث تتوقف البخاخات عن العمل والطرمبة”.
ويضيف: “منذ شهرين يصلنا المازوت بشكل رديء، كل كمية تعد أسوء من سابقتها. كل يوم هناك عطل يصيب المولدة”.
ويضطر “المحمد”، في بعض الأحيان لتسخين المازوت لتشغيل المولدة إلى حين ارتفاع حرارة المحركات التي بدورها تعطي الحرارة لخزانات المازوت الموجودة بجوارها.
ورغم خطورة هذه العملية، إلا أن العديد من أصحاب المولدات أو العاملين عليها، يضطرون للجوء لها أو استخدام أساليب عديدة في سبيل تشغيل المولدة لخدمة المشتركين، بحسب “المحمد”.
وتبلغ استطاعة مولدة “المحمد” نحو 1000 أمبير، بعدد مشتركين يصلهم التيار الكهربائي، يقدر بـ250 منزلاً.
ويملك عمار فهيم شرموخ (35 عاماً)، مولدتي اشتراك في حي الناصرة، ويقوم بتغذية نحو 340 منزلاً، يقول: “نقوم باستلام المازوت الذي هو عبارة عن شحم، ونجبر على التشغيل، وفي حين لم نستلم مخصصاتنا فإن الأهالي سوف يسألوك عن عدم التشغيل وعن عدم الاستلام”.
ويحصي صاحب المولدة المبالغ التي تكلفها ثمناً للأعطال التي تسببت بها رداءة المازوت، “دفعت مبلغ 1300 دولار لقاء عملية إصلاح المولدة بداية العام الجاري. كما أن تكلفة المولدة الأخرى كانت نحو 485 دولاراً نتيجة إصلاح الطرمبة والبخاخات”.
وخلال مراجعة “شرموخ”، مع عدد من أصحاب المولدات، شركة محروقات الحسكة (السادكوب)، والمطالبة بضرورية تحسين جودة المازوت، “كان الجواب الذي حصلنا عليه بأن هذا المازوت هو الموجود(…) ولم نحصل على حل”.