“نعامل كلاجئين”.. حال متضرري الزلزال في مراكز الإيواء بحلب

حلب- نورث برس

بلغة مفعمة بالحزن ذهبت فادية، تتحدث عن وضعهم ضمن مركز الإيواء الذي هو عبارة عن مدرسة في حي سيف الدولة بمدينة حلب، “نعامل كلاجئين من إدارة المدرسة، وهي تقوم بطردنا بشكل متكرر ويومي وتمنع عنا دخول المساعدات والإعلام”.

فادية المصطفى (40 عاماً)، وهي من سكان الأعظمية بحلب، شمالي سوريا، دخلت مركز الإيواء في مدرسة رحمو حطاب في حي سيف الدولة، فمنذ الزلزال الأول، أخلت مع عائلتها البناء الذي كانت تقطنه بسبب التصدعات الكبير في الجدران والتي تسببت في انهيارها فيما بعد.

وتصف “المصطفى”، لنورث برس، حالهم ضمن مركز الإيواء، “يعاملوننا كأننا سجناء، ننتظر متبرعاً يأتي إلينا بسندويش خلال 24 ساعة”.

فيما وصفت الأربعينية دور الجمعيات الخيرية  بأنه “محدود جداً” في دعم المتضررين “رغم السماع بمئات، لا بل بملايين المساعدات الإنسانية التي دخلت الأراضي السورية، عبر المطارات أو الطرق البرية مع دول الجوار، دون أن نعلم أين ذهبت”.

وتطالب  “المصطفى”، الحكومة بالعمل الجاد لإنهاء وضع مراكز الإيواء وإيجاد البديل لمسكن شبه مستدام للمتضررين، وخاصة أن لديها طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، من ذوي الاحتياجات الخاصة ويحتاج الى رعاية مستمرة.

وتسبب الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من الشهر الماضي،  في انهيار نحو 54 بناءً سكنياً مأهولاً بحلب، ووفاة 432 شخصاً، و714 مصاب، وهدم مجلس المدينة نحو 300 بناء متضرر وكان يشكل خطورة، حيث تضررت أكثر 13 ألف عائلة.

وفي العاشرة من شهر شباط / فبراير الماضي، أعلنت الحكومة السورية المحافظات التي ضربها خط الزلزال المدمر بالمنكوبة.

ومع دخول شهر آذار / مارس لا تزال الحكومة تعمل ضمن الاستجابة الطارئة لتداعيات الزلزال لجذب التعاطف الإنساني للمجتمع الدولي مع المتضررين من خلال عدم الإعلان عن خطة عمل غرفة عمليات إدارة الحالة الطارئة.

مراكز إيواء بدون خدمات

24 يوماً مرَّت على كارثة الزلزال ولا تزال تداعياته تؤلم المتضررين مع غياب حلول واضحة جراء تهدم منازلهم ولجوئهم إلى مراكز الإيواء المؤقتة، حيث أعلنت عنها الحكومة بالاستجابة الطارئة لتداعيات الزلزال.

ويقول عاطف العايد (49 عاماً)، وهو من سكان حي بستان القصر بحلب، “لا يمكن أن نسمي ما نحن فيه مركز إيواء لأنه يفتقر إلى معنى الكلمة من دعم منظمات حكومية والمنظمات غير الربحية التي تتغنى بالمتضررين دون أي مساعدات”. ويضيف: “أمضينا أياماً دون دفئ أو طعام. نحن أولاد البلد ولسنا لاجئين”.

مركز إيواء- مدرسة رحمة الحطاب ضمن حي سيف الدولة بمدينة حلب- نورث برس

ويشير الرجل إلى أن “الاستجابة لو كانت جدية من المسؤولين لما وصلت اليوم إلى ضياع بيتي وانتظار المساعدات التي وصلت للحكومة، وهي تتحفظ عليها حتى ترسل قنوات الإعلام بشكل يومي لنقول لا طعام لدينا ولا دواء ونحن منكوبون”.

وتفتقر محافظة حلب إلى إدارة كوارث طبيعية أو عسكرية، بحسب “العايد”، ويضيف، أن الإدارة الحالية “أثبتت فشلها خلال السنوات الماضية، خاصة في تعاملها مع مشاكل الأبنية المتضررة خلال الحرب”.

وخفضت المحافظة أعداد مراكز الإيواء إلى 160 مراكزاً في الـ18 من الشهر الماضي،  بعد أن وصلت إلى 275 مركزاً عبر نقل المتضررين لمراكز أخرى في مناطق الشيخ سعيد جنوباً ومساكن هنانو شرق المدينة، وفقاً لتقارير.

“أخطاء فردية”

وقال مصدر خاص من محافظة حلب، لنورث برس، فضل عدم ذكر اسمه، إن البلاد تمر في مرحلة جديدة من الكوارث “والكوادر الموجودة لم تتعلم طريقة التعامل مع مثل هذه الحالات الكثيرة والكبيرة من الدمار والفقدان، من قبل”.

وأضاف أن “المرحلة الأولى كانت صعبة جداً، وبدأت تتكشف الآن”.

ولم ينكر المصدر المسؤول وجود “أخطاء فردية” بحق المتضررين ضمن مراكز الإيواء، “وتم إزالة عدة مدراء من مراكزهم بسبب ذلك”.

إعداد: رافي حسن – تحرير: فنصة تمو