دمشق – نورث برس
مَن يمر من تحت جسر فيكتوريا في دمشق ستلفت نظره لوحتان مرسومتان على عموديّ الجسر الضخمين، تتجاور وتتمازج فيهما معالم دمشقية في تركيب فني يظهر رموزاً مثل السيف الدمشقي ونصب الشهداء التذكاري من ساحة المرجة وواجهة الجامع الأموي.. وغيرها.
رسَمَ هاتين اللوحتين الفنان السوري عمر المدني، وهو رسّام بالفطرة، حيث يقول في تصريح خاص لنورس برس: “أرى أن الفن ليس محكوماً بدراسة أكاديمية، إنما قد يكون المرء فناناً بالفطرة أو الموهبة، وقد مررتُ برسم أنماط متنوعة حتى وصلت إلى ما يستهويني أكثر وهو رسومات الطبيعة وعوالم المدن، وهدفي هو ألا أكرر، إنما أن أضيف ولو جزءاً صغيراً لعالم الفن”.
عشق مدينة دمشق
وعن سبب اختياره لرموز من دمشق وما الذي يقدّم ذلك لساكنيها وهم يألفونها إلى درجة التعوّد؟، يقول المدني: “السبب هو عشقي لمدينة دمشق العريقة بتعاقب حضاراتها، والتي من الممكن أن تلاحظه في شارع واحد تتجاور فيه عدة معالم من حضارات قديمة، مثل الجامع الأموي الذي كان معبداً آرامياً وقلعة دمشق وسوق الحميدية…إلخ، ثم إنني لا أرسم فقط لأهل المدينة، إنما لكل من يمر من المكان الذي رسمت فيه اللوحة سواء من باقي محافظات سورية أو من السياح المحتملين، أو أي زائر يمكن أن يلتقط إلى جوار اللوحتين صورا تذكارية”.
ونسأله عن الفكرة، كيف نشأت ولماذا جسر فيكتوريا تحديداً؟، يجيب: “الرسومات الجدارية يجب أن تكون في أماكن محددة لها شروط خاصة من حيث عدم التعرض للشمس، وألا تكون هناك رطوبة في الحائط، وألا تكون معرضة للمطر.. لذلك اخترت الأعمدة تحت جسر فيكتوريا”.
تجميل الأماكن فن
ورداً على منتقديه القائلين بأنّ “ما يقومُ به هو شيء تزييني وليس فنّاً”، يقول عمر المدني: “حين يكون الموضوع هو تقييم فنّي فيجب أن يترك الأمر للمختصين ليقيّموا لوحاتي، وليس لأي شخص عابر، ثم إن تزيين الجدران وتجميل الأماكن هو فن مهم وضروري، أليس أفضل من أن نتركَ جدران المدن يعلوها الغبار والملصقات الإعلانية”.
يُذكر أن الفنان عمر المدني أقام عدة معارض فنية في عدة مراكز ثقافية، كان آخرها بالاشتراك مع جمعية “شموع السلام”، وبدعوة من “ملتقى شام الثقافي”.