البديل أشجار مثمرة وخضروات.. مزارعون بريف الحسكة يعزفون عن الزراعات التقليدية

الحسكة – نورث برس

ينهمك عبدالحميد، في تقليم أشجار العنب في أرضه، بعد أن كان يزرعها في كل عام بالزراعات التقليدية في المنطقة من قمح وشعير وبقوليات.

عبدالحميد الحاج (44عاماً) وهو من سكان قرية الحاج بريف الحسكة الغربي، حول مساحة أرضه الزراعية (4 دونمات)، على الضفة الشمالية لنهر الخابور، إلى بستان يضم ألف شجرة من العنب.

ويقول المزارع الأربعيني، لنورث برس، إنه في “السابق كان يزرع أرضه بالقمح. ولكن بسبب التكاليف المرتفعة توجه إلى زراعة الأشجار المثمرة، فإنتاجها أفضل”.

ويشير “الحاج”، إلى أن زراعة الأشجار تحتاج للعناية خلال أول سنتين، وبعدها يبدأ الإنتاج لعدة سنوات، ناهيك عن أنها لن تحتاج لعناية وجهد زائدين”.

ويكسب الرجل من أشجار العنب، الثمار والأوراق والحطب أيضاً، بالإضافة إلى أنها لا تحتاج لمياه وفيرة على عكس القمح والشعير.

وبحسب المزارع فإن غالبية سكان قريته بدأوا بالتوجه لزراعة الأشجار المثمرة، مثل العنب والزيتون، والرمان والعرمط، لذات السبب الذي دفعه لزراعتها.

وحذا المزارع علي محمد الحاج (60 عاماً) حذو الكثير من المزارعين، فخصص مساحة 5 دونمات من أرضه وزرعها بأشجار الزيتون، ومثلها لأشجار العنب، ليزرع ما تبقى من مساحتها الكلية والبالغة 17 دونماً، القمح بقصد الاكتفاء الذاتي منه.

ويمتلك “محمد الحاج”، وهو من سكان قرية أم الماعز بريف الحسكة الغربي، نحو 200 شجرة مثمرة.

يقول لنورث برس، إنه توجه لزراعة أشجار الزيتون والعنب “لأن إنتاجها جيد، وزراعتها غير مكلفة خاصة موضوع السقاية، على خلاف ما يحتاجه القمح والشعير من المياه”.

ويستغل المزارع المساحة المتوفرة بين الأشجار، ليقوم بزراعة الخضراوات، سواءً الصيفية أو الشتوية.

ويرى أنه من خلال زراعته “أرفد السوق المحلية بما تنتجه الأرض من ثمار الزيتون والعنب وأوراقه”.

وتتطلب زراعة الخضراوات والأشجار المثمرة، أيدٍ عاملة، وهو ما يشكل فرص عمل كبير للعمال الذين يبحثون عن عمل دائم.

وبحسب سعود عبد الحسين (51 عاماً) وهو  من سكان قرية توينة بريف الحسكة الغربي، فإن زراعة الخضراوات تمر بعدة مراحل بدءاً من الغرس والسقاية والتنظيف، ثم جني الخضراوات وتجميعها وتغليفها وتسويقها، “وكل هذا يحتاج  لعدد كبير من اليد العاملة، لأن العمل هنا متواصل، خلال فصلي الصيف والشتاء”.

ويرى أنه بهذه الزراعات “تعم الفائدة على العاملين في الحقل من عمال دائمين ومزارعين إلى جانب رفد الأسواق المحلية بالإنتاج المحلي الذي يكون أرخص من المستورد”.

ويزرع “عبد المحسن”، 27 دونماً من أرضه بـ150 شجرة زيتون، بالإضافة للخضروات الصيفية والشتوية، من “البقدونس، والبصل، والفجل، ورشاد، وجرجير، وسلق”. أما الصيفية فيزرع “البندورة، والخيار والباذنجان، والفليفلة، وكوسا، ضمن مشاتل بمساحات تقدر بنحو 10 دونمات للشتوي و6 للصيفي”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: فنصة تمو