سوريون بين ضحايا سفينة غادرت تركيا وحطت بعشرات الجثث على سواحل إيطاليا
دمشق – نورث برس
رجحت السلطات الإيطالية ارتفاع عدد ضحايا حادثة الغرق المأساوية لقارب المهاجرين من بلدان الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا، إلى أكثر من 100 حالة وفاة.
ووُثق حتى الآن، مصرع 59 شحصاً في حصيلة قابلة للارتفاع بتحطم القارب الذي كان يقل قرابة 250 مهاجراً قبالة سواحل مناطق متفرقة لا تفصلها مسافة كبيرة في جنوب شرق إيطاليا.
ونشرت وسائل الإعلام الإيطالية صوراً ومقاطع تظهر حطام القارب متراكم على أطراف الشاطئ، وجثث الضحايا في أكياس موتى بيضاء، وآخرين ناجين ملفوفين ببطانيات.
ونجى من الحادثة 80 شخصاً فقط، بينما لازال مصير ما لا يقل عن 50 شخصاً آخرين مجهولاً.
مهرب تركي في قبضة السلطات
واعتقلت السلطات الإيطالية مهرب تركي الأصل، وتم العثور أيضاً على وثيقة لشخص آخر لم يتم تعقبه في الوقت الحالي والذي ربما يكون قد فر أو يكون من بين المفقودين أو الضحايا.
وبحسب المعطيات الأولية فقد جاء المهاجرون من العراق وإيران وأفغانستان وسوريا، في رحلة من رحلات الأمل العديدة التي تتبع الطريق التركي، وهو أكثر الرحلات التي يرتادها المهاجرون من دول المنطقة.
ولا يوجد حتى الآن عدد موثوق من الأشخاص الذين كانوا على متن اليخت الذي غادر تركيا منذ 4 أيام، لكن بعض الناجين قالوا أن عددهم لم يقل عن 200 شخص أو قد يصل إلى 250.
ومن بين الضحايا توأمان يبلغان من العمر عدة سنوات، وطفل رضيع يبلغ من العمر بضعة أشهر، حيث تم انتشال جثتي التوأم من البحر، بينما تم العثور على جثة الرضيع على الشاطئ بعد أن قذفته الأمواج.
وفقًا للتقارير المحلية مات حوالي عشرين طفلاً من مختلف الأعمار في الحادثة المأساوية.
واستمرت عمليات البحث في البحر طوال الليل عن المفقودين، ويتم إجراء عمليات البحث من قبل هيئة ميناء كروتوني بمساعدة مروحيات وفرق الإنقاذ المدني.
مأساة على أبواب أوربا
وأعربت رئيسة وزراء إيطاليا عن “حزن عميق” على أرواح الضحايا في حادثة تسبب بها “المتاجرون بالبشر”.
وأضافت أن حكومتها “ملتزمة بمنع الهجرة غير الشرعية التي تنتهي بمثل هذه المآسي” وستواصل القيام بذلك خلال المطالبة بأقصى قدر من التعاون من دول المصدر.
وتسائل رئيس مقاطعة كالابريا روبرتو أوكيوتو في تعليقه على الحادثة: “ماذا كان يفعل الاتحاد الأوروبي كل هذه السنوات؟ أين أوروبا التي يجب أن تضمن الأمن والشرعية؟ ماذا حدث لعمليات الحوار مع الدول الأصلية للمهاجرين”.
وأضاف “جميع الأسئلة التي للأسف ليس لها إجابة. وأولئك الذين يبقون في المناطق (المستقبلة) على اتصال وثيق بالواقع اليومي، يضطرون إلى إدارة حالات الطوارئ والحداد على الموتى”.
ودعا رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا، في بيان أعرب فيه عن حزنه، إلى “التزام قوي من المجتمع الدولي لإزالة الأسباب الجذرية لتدفقات المهاجرين، الحروب والاضطهاد والإرهاب والفقر والأراضي التي أصبحت غير مضيافة بسبب تغير المناخ”.
وأضاف: “من الضروري أيضاً أن يتحمل الاتحاد الأوروبي أخيراً مسؤولية ملموسة لإدارة ظاهرة الهجرة من أجل إنقاذها من المتاجرين بالبشر والانخراط بشكل مباشر في سياسات الهجرة. “
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر تويتر، إنها تشعر بحزن عميق بسبب الغرق الرهيب لسفينة قبالة سواحل كالابريا، و”الخسارة الناتجة في أرواح المهاجرين الأبرياء هي مأساة وعلينا جميعاً أن نضاعف جهودنا من أجل ميثاق الهجرة واللجوء والعمل خطة وسط البحر الأبيض المتوسط”.
وكشفت المسؤولة الأوربية عن خطط لتحديث وإصلاح القواعد الأوروبية المتعلقة باللجوء والهجرة.
خشية من موجات جديدة بعد زلزال تركيا وسوريا
في غضون ذلك، أعلنت السلطات اليونانية تحصين حدودها البرية والبحرية مع تركيا وسط توقعات بموجة جديدة من اللاجئين بعد الزلازل المدمر في كل من تركيا وسوريا.
وتخشى أثينا من أن يبدأ بعض الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب زلزال 6 شباط/ فبراير، الذي خلف أكثر من 50000 حالة وفاة، بالتوجه نحو أوروبا في الربيع إذا لم تصل المساعدات الإنسانية.
وبدأ المئات من حرس الحدود الإضافيين بالقيام بدوريات على الحدود البرية اليونانية التركية في منطقة إيفروس في نهاية الأسبوع، حيث تم تكثيف إجراءات الطوارئ لدرء التدفقات المتوقعة.
وقال وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، إن “التنقل الجماعي لملايين الأشخاص ليس حلاً” ، مشدداً على الحاجة إلى إرسال مساعدات طارئة إلى تركيا وسوريا “قبل حدوث ذلك”.