“نظافة معدومة وحمامات بالواسطة”.. حال متضرري الزلزال في مركز للإيواء بإدلب
إدلب- نورث برس
تختصر سوزان، معاناتهم في مركز لإيواء المتضررين من الزلزال في إدلب، الواقع الصحي بجملتين، “النظافة معدومة والحمامات بالواسطة”، وهو ما أدى لانتشار أمراض أحدها الجرب.
سوزان الحج علي، وهو اسم مستعار لإحدى المتضررات من الزلزال، دمر منزل عائلتها في مدينة سلقين، ولجأت إلى مركز الإيواء الذي تشرف عليه حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في إدلب.
ومنذ أكثر من 15 يوماً في مركز الإيواء، لم تتمكن “الحج علي”، من غسل أطفالها الثلاثة، “الحجة أن المياه لا تكفي إلا للشرب”، بحسب السيدة.
ولكن ما يثير استياءها واستغرابها، هو أن “عائلات عناصر الهيئة ضمن مركز الإيواء نفسه يسمح لهم بذلك مرتين في الأسبوع”.
وتشير “الحج علي”، إلى انتشار مرض الجرب في المركز، ورغم المناشدات والشكاوى المقدمة للمسؤول عن المركز ولمكتب التنمية التابع لهيئة تحرير الشام، “إلا أننا لم نتلقَّ أي ردّ”.
وتتفرد تحرير الشام عبر مكتب التنمية بـ”الهيمنة” على مراكز الايواء بكافة مفاصلها متخذة منها فرصة تجارية، تستقطب عبرها دعم المنظمات والجهات الداعمة دون أن تقدم خدمات الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى بحجة العجز.
في السادس من شباط / فبراير الجاري، ضرب زلزالان تركيا وسوريا، وبلغت قوة أول زلزال 7.7 درجة بالقرب من غازي عنتاب، في حين وقع الزلزال الثاني الأصغر قليلاً بعد أقل من 12 ساعة في إقليم كهرمانماراس.
ودمر الزلزال عشرات آلاف المباني في مدن بجميع أنحاء تركيا وسوريا، وتجاوز إجمالي عدد القتلى 50 ألفاً.
انتشار المرض
واتخذت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من ملعب المدينة موقعاً لنصب خيم الإيواء، يتواجد فيه أكثر من 1000 عائلة متضررة، ويفتقد لأدنى الخدمات الأساسية وسبل الرعاية الصحية لاسيما وأن غالبية قاطنيه نساء وأطفال”، بحسب مصادر محلية.
ووفر نقص الخدمات والعدد الكبير من العائلات المتضررة، ظروفاً مثالية لانتشار الجرب وبصورة كبيرة مع قرب العائلات من بعضها واحتكاك الأطفال مع أقرانهم ضمن المركز.
ويقيم عمر منصور (37 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد المتضررين من سكان بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، في إحدى خيم إيواء المذكورة ضمن الملعب.
ولكنه قبل يومين خرج مع عائلته من المركز، مع بدء انتشار مرض الجرب، “وسط استمرار الإهمال المتعمد من الجهات المختصة لمسألة النظافة والرعاية الصحية رغم تلقيهم بلاغات بالمرض”، يقول “منصور”.
ويضيف لنورث برس: “أفضل النوم والمبيت في الشارع والحدائق على العودة لمركز الإيواء”، حيث وجد في ذلك المركز “فرصة تجارية بالنسبة للهيئة التي استغلت اضطرار الكثير من المتضررين للسكن لعجزهم عن إيجاد بديل”.
وتضررت عدة مدن وبلدات في إدلب شمال غربي سوريا، وواحدة غربي حلب حيث جميعها تخضع لسيطر تحرير الشام، ولكن الأكثر تضرراً كانت “الأتارب – سلقين – عزمارين – حارم”.
ارتفاع عدد الإصابات
وقال إداري في قسم الرقابة الصحية بوزارة الصحة في حكومة الإنقاذ، طلب عدم ذكر اسمه، إن “انتشار مرض الجرب بات واضحاً” .
وأضاف أنه “تم رصد أكثر من 36 حالة إصابة خلال الأيام الأربعة الماضية غالبيتها أطفال”.
وأعرب الإداري عن مخاوفه مع اكتظاظ المركز بالعوائل المتضررة من الزلازل، والاحتكاك المستمر بينها، “أن يزداد عدد المصابين”.