الحسكة – نورث برس
تشكو فاطمة العبدالله (49عاماً) وهي من سكان حي غويران في مدينة الحسكة، نفاذ مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة، التي حصلوا في أيلول/ سبتمبر العام الماضي.
وقبل كانون الأول/ ديسمبر، استهلكت عائلة “العبدالله” كامل الكمية، وذلك نتيجة اشتداد موجة البرد خلال الفترة الأولى من فصل الشتاء لهذا العام.
قامت اللجان التابعة لمديرية محروقات الحسكة والمختصة بمادة محروقات التدفئة بتوزيع 300 ليتر من المادة بالسعر المدعوم 150 ليرة لليتر الواحد، للعائلة الواحدة.
وتقول “العبدالله” التي تتألف عائلتها من 13 فراداً “لدينا كبار في السن وأطفال وطلبة؛ و300 ليتر استهلكت، ولا يوجد لدينا نقود لشراء المحروقات من السوق الحرة، فماذا نفعل؟”.
وتتقاضى المرأة الأربعينية 100 ألف ليرة سورية، كراتب تقاعدي عن عملها كمعلمة لغة عربية لدى مديرية التربية في الحكومة السورية، حيث وصفته “بالقليل ولا يمكن به شراء أي كمية من المحروقات للتدفئة”.
ويعاني معظم أفراد عائلة “العبدالله” من الأمراض نتيجة البرد، “بعدما استهلكت الكمية التي تم توزيعها علينا وعدم القدرة على شراء المحروقات من السوق الحرة”.

وفي أيار/مايو العام الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية تخفيض مخصصات التدفئة من 440 ليتراً لكل عائلة إلى 300 ليتر وتوزع دفعة واحدة، وعزت قرار التخفيض إلى نقص في المادة، لتبدأ عملية التوزيع مع منتصف فصل الصيف، وانتهت مع حلول فصل الشتاء.
وبلغت الكمية الموزعة على المستفيدين 31 مليون و279.800 ألف ليتر، شملت 104.266 عائلة في المدينة وريفها، بحسب تصريح سابق ليزن محمد أحمد، الرئيس المشارك لمديرة المحروقات في الحسكة.
“حالة يرثى لها”
من جانبه استهلك عبد خلف عطية (47 عاماً) وهو من سكان حي غويران، مخصصات التدفئة التي وزعت عليهم منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وهم اليوم في “حالة يرثى لها”، على حد تعبيره.
ورغم اقتصادهم الشديد، إلا أن عائلة “عطية” التي تتكون من 6 أفراد، استهلكت كامل كمية المازوت التي حصلت عليها، فـ”300 ليتر لا تكفي أبداً”.
ويعمل عطية عامل بناء، ورغم أن لديه إعاقة بصرية، ولكنه يجد نفسه مجبراً على العمل من أجل تأمين قوت عائلته واحتياجاتهم اليومية.
ويقول “عطية” لنورث برس: “ليس لدينا القدرة على شراء المازوت من السوق السوداء حيث سعره يتراوح بين 1500 و1700 ليرة سورية وأحيانا 2000 ليرة لليتر الواحد، وهذا المبلغ لا طاقة لي به”.
شمس وبطانيات
ومع نفاذ مخصصاتهم من مادة المازوت وعدم القدرة على شراء الحر منه، تلجأ عائلات للجلوس تحت أشعة الشمس في ساعات النهار، بقصد الدفئ، ومحمود المطوري (58عاماً) من سكان حي غويران أحد هؤلاء.
يقول “المطوري” لنورث برس: “نعتمد للتدفئة على أشعة الشمس حتى الغروب، لندخل المنزل ونتغطى بالبطانيات”.
وتتكون عائلة “المطوري”، من تسعة أفراد، وتدفعه قسوة الجو في كثير من الأحياء لشراء ألبسة البالة من السوق الشعبي المتنقل، وإشعال المدفئة بها، ليحصل أطفاله على الدفئ.
ويحمل الرجل المسؤولين في الإدارة الذاتية مسؤولية تقديم المازوت لهم حتى ولو كانت 100 ليتر ليتدبرو أمورهم بها.