الأمطار الغزيرة تغرق مخيمات نازحي إدلب
إدلب – نورث برس
تفاقمت معاناة النازحين في الشمال السوري مع هطول الأمطار الغزيرة التي تضرب شمال غرب سوريا منذ عدة أيام، حيث ألقت العاصفة بثقلها على آلاف العائلات النازحة من أرياف حماة وإدلب، خصوصاً في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي لا تزال مئات العائلات دون مأوى أو خيمة تبيت فيها نتيجة العملية العسكرية الأخيرة على المحاور الجنوبية والجنوب الشرقية من محافظة إدلب.
غرق عشرات المخيمات
وقال الناشط الإعلامي "تيم الغابي" لـ "نورث برس"، إن العاصفة المطرية المستمرة منذ أسابيع على مخيمات الشمال السوري وخاصة القريبة من الحدود السورية التركية تسببت بغرق عشرات المخيمات، ومئات الخيام للنازحين من معرة النعمان وريفها وريف مدينة سراقب، فضلاً عن تسبّب الأمطار بانتشار الأوحال ومستنقعات المياه ضمن المخيمات ما جعل العيش فيها أمراً في غاية الصعوبة.
وأشار الغابي إلى أن الطريق ضمن هذه الخيم تحتاج لتعبيد خصوصاً أنها طرق ترابية وغير مؤهلة، بالإضافة إلى تنظيم تسريب المياه، وعزل أرضية الخيام، وإنشاء مصارف مطرية وصرف صحي ودورات مياه، "لعله يخفف قليلاً من معاناة الأهالي الذين نزحوا مؤخراً مجبرين."
الانقطاع عن الضروريات
أما مدير مخيم الطليعة قرب مدينة بنش شرقي إدلب خالد الهويان قال إن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المخيم تسببت بغرق نحو /11/ خيمة، بالإضافة لانقطاع كافة الطرق المؤدية إلى المخيم بسبب تشكل الطين وبرك المياه بشكل كبير.
ونوّه إلى عدم قدرة الأهالي الخروج من المخيم إلى القرى المجاورة لشراء حاجيات المنزل الأساسية مثل الخبز وغيرها، فضلاً عن عدم قدرة السيارات على الخروج في حال كان هناك حالة إسعافية طارئة.
ووفق الهويان، فإن المخيم يضم نحو /200/عائلة نازحة معظمهم من مناطق ريف حماة الشرقي، من بينهم عشرات العوائل ممن كانوا في مخيمات معرة النعمان وريفها الشرقي، حيث يحتاج المخيم للعديد من الخدمات الأساسية وخاصة المياه ومادة الخبز.
تضرّر كبير
مدير فريق منسقو استجابة سوريا محمد حلاج يقدر خلال حديثه لـ "نورث برس" إن أعداد النازحين الوافدين حديثاً من ريف حماة وإدلب، في الفترة الممتدة الواقعة بين الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى الـ 30 من كانون الأول/ ديسمبر، قرابة /283,465/ ألف نسمة، /259,51/ عائلة.
وتوزع النازحون على عدة مناطق في الشمال السوري، أبرزها مدينة إدلب ومخيمات منطقتي حارم وأرمناز ومخيمات أطمة وكفرلوسين على الحدود السورية التركية، بالإضافة إلى ذهاب الآلاف منهم إلى مناطق سيطرة المعارضة في عفرين وإعزاز وجرابلس والباب.
وأوضح حلاج، أن عدد المخيمات المتضررة في المنطقة بلغت الـ /17/ مخيماً، ويقطنها أكثر من /2,133/ عائلة معظمهم من النازحين حديثاً من معرة النعمان، مؤكداً أنهم يعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب الشمال السوري، وسط غياب شبه كامل للمنظمات والجمعيات الإنسانية.
اللجوء للجبال
الإعلامي عبد الرحمن الإدلبي من جهته, قال إن أغلب المخيمات تقام على أراضٍ زراعية، وأُنشئ معظمها في فصل الصيف، إلا أن المنظمات المسؤولة عنها لم تكن متنبهة للسيول والأمطار، وتتحول المخيمات إلى أراضٍ طينية موحلة تمنع حركة النازحين عقب الأمطار.
أما النازحون الذين نزحوا مؤخراً فذهب بعض منهم إلى الجبال والمرتفعات لتفادي غرق خيامهم، "لكن هذا خفف عنهم الأمطار، إلا أنه لم يخفف الهواء الشديد والبرد القارس"، بحسب الشاب علاء المحمود.
وكانت قوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا قد صعدت من قصفها على قرى وبلدات ريفي إدلب وحماة منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر 2019، ما تسبب بنزوح نحو نصف مليون مدني معظمهم من منطقة معرة النعمان، بحسب فريق منسقو استجابة سوريا.