طفلة أنقاض جنديرس.. يلتم شملها مع أقربائها بعد أن فقدت عائلتها

عفرين ـ نورث برس

ولدت تحت الأنقاض، وبقيت وحيدة بعد أن فارقت عائلتها الحياة نتيجة الزلزال الذي ضرب سوريا، هي الطفلة عفراء ابنة جنديرس، وصارت رمزاً للأمل حول العالم عندما تم إنقاذها في ثاني أيام الزلزال.

ويوم السادس من هذا الشهر، ضرب زلزالان تركيا وسوريا، وبلغت قوة أول زلزال 7.7 درجة بالقرب من غازي عنتاب، في حين وقع الزلزال الثاني الأصغر قليلاً بعد أقل من 12 ساعة في إقليم كهرمانماراس.

وتم تدمير العديد من المباني في مدن في جميع أنحاء تركيا وسوريا مع الآلاف محاصرين تحت الأنقاض. وتجاوز إجمالي عدد القتلى 50 ألفاً.

وفي جنديرس بريف حلب الشمالي، وحدها، أحصى قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، وفاة 735 مدنياً وإصابة 931 آخرين، بسبب الزلزال.

كما بلغ عدد المباني المنهارة بشكل كامل 283 والمتضررة بشكل جزئي 895، وجراء ذلك وصل عدد العائلات المتضررة إلى 3896.

ومن تلك الأبنية المنهارة هو بناء عائلة الطفلة عفراء، التي أبصرت النور يتيمة، فيما لقي أفراد أسرتها جميعا مصرعهم، (والدها عبد الله المليحان ووالدتها عفراء مع أشقائها الأربعة، إضافة إلى عمتها)، ودمر الزلزال منزلهم المكون من 4 طوابق.

وانتشرت لقطات على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الزلزال، ظهر خلالها رجل إنقاذ وهو يندفع أسفل تل من الأنقاض ثم يحملها وكانت مولودة جديدة يغطيها الغبار.

وتعاطف الآلاف مع الطفلة التي عرفت في البداية باسم “آية”، وأرادوا منحها بيتاً جديداً، ولكن تحليل الحمض النووي حال دون ذلك.

ظلت الطفلة تتلقى علاجاً في مستشفى جيهان، الواقع في غرب منطقة عفرين، الخاضعة لسيطرة المعارضة، حتى تمكن المسعفون من التحقق من هويات أقاربها.

وقال مصدر خاص لنورث برس، في وقت سابق، إن مجموعة تابعة للقيادي، “أبو وليد العزي” التابع لفرقة السلطان مراد، اقتحمت المشفى وأغلقت الطرقات المؤدية لها.

وأضاف المصدر أن عملية الاقتحام جاءت بأمر من القيادي، بعد ادعاء أحد عناصره بصلة قرابته بالطفلة.

وأشار المصدر إلى أن عناصر الفصيل قاموا بضرب مدير المشفى (خالد عطية) مع عدد من الممرضين بعد فشلهم في تقديم الإثباتات اللازمة حول صلة القرابة بين العنصر المدعي والطفلة آية، حيث فشلوا للمرة الرابعة في اختطاف الطفلة.

وتبين أن المولودة الطفلة هي ابنة عبد الله وعفراء مليحان، اللذين لقيا حتفهما في الزلزال مع أطفالهم الأربعة وهم ثلاثة ذكور وأنثى، بالإضافة لأخت الزوج، في مدينة جندريس الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وأثبت تحليل الحمض النووي، علاقة القرابة مع عمتها هالة، التي قررت مع زوجها خليل تسميتها “عفراء” تيمنا بأمها التي فارقت الحياة بعد ولادتها مباشرة وتحت الأنقاض، وبذلك يكون جرى لم شمل الطفلة مع أقاربها.

وقبل أسبوع، تسلمتها عمتها حلا وزوجها خليل السوادي، وسمياها عفراء، على اسم والدتها المتوفاة.

ورفض “السوادي” من قرية خشام بدير الزور، ويقيم في جنديرس، عروضاً لمغادرة البلاد بعد تبنيه عفراء، وقال: “هي إحدى أطفالي الآن، ولن أدخر جهداً في تربيتها. عفراء هي ذكرى أبيها وأمها، ولدت في سوريا وستموت في سوريا”.

وبعد ولادة عفراء بثلاثة أيام، رزق “السوادي”، بطفلة، هو الآن لا يميزها بأي شيء عن عفراء، لا من حيث اللباس ولا الاهتمام.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله