الاتصالات في السويداء.. خدمة غير متوفرة وتحصيل الفواتير مستمر
السويداء- نورث برس
يختصر كرم واقع الاتصالات في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، بعبارة، “خارج التغطية على مدار اليوم”.
كرم الحلبي (22عاماً) وهو اسم مستعار لطالب يدرس الحقوق في الجامعة الافتراضية، يعتمد في دراسته على الإنترنت، ولكنه يواجه صعوبة كبيرة بسبب عدم توفر شبكة الهواتف الأرضية والخليوية في ساعات قطع الكهرباء.
يضطر الشاب الذي يسكن في حي طريق الرحى، للذهاب إلى مقاهي الإنترنت ليتمكن من إكمال دراسته، أو انتظار الكهرباء لساعات متأخرة من الليل لوصول شبكة الهواتف الأرضية، لكنه يعاني أيضاً من بطء سرعة الإنترنت في المنزل، فكل ما يحلم به سكان السويداء هو توفر الاتصالات والإنترنت بقوة (4G) فقط طول ساعات اليوم.
ويشير في حديث لنورث برس، إلى أن الكهرباء لا تأتي إلا أربع ساعات في اليوم، وتكون خلالها متقطعة، بينما العشرين ساعة الباقية تعيش المنطقة دون اتصالات وكأنها منطقة منعزلة عن العالم.
ورغم حاجته لشبكة الاتصالات، إلا أن معاناته كطالب، وبحاجة لخدمة الاتصالات والإنترنت، لا تقارن بحاجة سكان للاتصالات، لديهم حالات مرضية أو إسعافية.
تعاني محافظة السويداء شأن معظم مناطق سيطرة الحكومة السورية، من عدم توفر الكثير من الخدمات الأساسية، لتتقدمها خدمة الاتصالات للشبكات الأرضية والخليوية وضمنها خدمة الإنترنت، التي باتت أساسية لكل فرد اليوم.
هذا وجاءت سوريا في المرتبة الأخيرة في المنطقة على مستوى سرعة شبكة الإنترنت الخليوية، بسرعة 14.7 ميغابايت في الثانية، بحسب مؤشر “سبيد تيست” لشهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت، والذي تصدره شركة “أوكلا” لتقييم سرعة الإنترنت حول العالم.

أبراج للاتصالات في ريف السويداء الجنوبي- نورث برس
فواتير دون خدمة
حال أرياف السويداء ليس بأفضل من المدينة فهي أيضاً تعاني من مشكلة عدم تشغيل بريد الهواتف الأرضية، أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
ولجأ الكثير من السكان للاستغناء عن الهواتف الأرضية وتفعيل باقات للإنترنت رغم تكلفتها المرتفعة.
ورغم عدم وجود خدمة الهواتف الأرضية في معظم قرى وبلدات السويداء، إلا أن الحكومة تفرض على السكان دفع الفواتير بشكل دوري.
يقول مروان كيوان (40عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف السويداء الشرقي، لنورث برس، إنه يدفع “فواتير اشتراكه في بوابه النت (Adsl) حوالي 7000 ليرة في كل دورة، رغم عدم استفادته منها”.
ويجد “كيوان” نفسه مجبراً على دفع الفواتير، تخوفاً من خسارتهم لبوابة الإنترنت التي يصعب تحصيلها فيما بعد، بحسب ما يقوله له القائمون على الاتصالات.
وبلهجته العامية يضيف لنورث برس: “وقت بدهم يجمعوا مصاري، ما في أسرع منهم، وعند تأمين المصلحة العامة بصير في تخاذل وإهمال”.
ورفعت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد في الحكومة السورية، أسعار الخدمات المقدمة لشركتي الخلوي ( MTN – سيريتل) والشركة السورية للاتصالات بمتوسط زيادة ٥٠٪ اعتباراً من الأول من حزيران/ يونيو الماضي.
وبررت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، في بيان عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، سبب الارتفاع لـ”ضمان استمرار عمل شركات الاتصالات وخدماتها بما يتناسب مع الظروف الحالية الناتجة عن تداعيات قانون قيصر وارتفاع سعر الصرف”.
حلول بين رفض وتأييد
يقول مروان الحمد (45عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان بلدة الثعلة في الريف الغربي للسويداء، إن معاناة سكان البلدة من الانقطاع المستمر للاتصالات، دفعهم للبحث عن حلول بديلة لتأمين الخدمة.
ومع عدم وجود خيارات أخرى في ظل الإهمال الحكومي للمشكلة، لجأ سكان البلدة إلى جمع تبرعات من المجتمع المدني والمغتربين، لتركيب ألواح شمسية لمركز البريد الآلي، لحل مشكلة عدم تشغيل المولدات بسبب نقص المحروقات التي تعاني منها البلدة”، بحسب “الحمد”.
وذات الحل بدأ بها سكان بلدتي “قنوات، ومردك” وقرى أخرى غيرها، وفقاً للرجل.
واختلفت الآراء بين سكان السويداء، بين مؤيد لفكرة تركيب الألواح ومعارض، إذ رحب المغتربون بها لحاجتهم للتواصل مع ذويهم، فيما لاقت الخطوة امتعاض سكان رأوا في تلك الحلول “خدمة للحكومة وتشجيعاً لها على الاستمرار في الفساد والإهمال، وتحول دورها إلى جباية الفواتير والضرائب فقط”.