مسقط ودمشق تعودان إلى أعلى مستوى في علاقاتهما منذ 12عاماً

دمشق – نورث برس

مثلت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاثنين، إلى سلطنة عمان، أعلى مستويات العلاقة بين دمشق ومسقط  والتي حافظت على نفسها نسبياً على مدار الحرب السورية منذ عاماً.

واستقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق يوم أمس، بشار الأسد، في أول زيارة معلنة  للبلد الخليجي منذ بدء الحرب.

ورافق الأسد خلال الزيارة وفد رسمي ضم كلاً من فيصل مقداد وزير الخارجية والمغتربين، منصور فضل الله عزام وزير شؤون رئاسة الجمهوريّة، سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، لونا الشبل مستشارة الأسد، والسفير السوري لدى مسقط إدريس ميّا.

وقال الأسد عقب لقاءه بن طارق، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية عمانية وسورية، إن “سوريا وعُمان تربطهما علاقات ثقة متبادلة وتفاهم قديم وعميق.”

بينما تطلّع السلطان العماني إلى أن “تعود علاقات سوريا مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.”

وهذا بالفعل ما ظهر بعد الزلزال المدمر الذي ضرب  مناطق واسعة من سوريا وتركيا، إذ تحولت دمشق على نحو ملحوظ مركز اهتمام عربي وأممي، وحط في مطارها مسؤوليين أممين وعرب كبار للإطلاع على أثار الزلزال المدمر.

وتعتبر سلطنة عمان إحدى الدول القليلة التي أعادت علاقاتها مع دمشق، حيث سبقتها زيارات واتصالات علنية مع دمشق حتى قبل الزلزال. وكذلك بالنسبة  للإمارات والعراق.

لكن الجديد هو أن الأردن والسعودية أيضاً طورتا العلاقات إلى مستوى آخر بعد الزلزال.

وجاء في بيان سلطنة عمان بعد اللقاء أنها “حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها (..) ولها دور يخدم تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى”.

وتناولت المحادثات “العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك، حيث تمّ الاتفاق بين الجانبين على تعزيز التعاون الثنائي والنهوض به في المجالات كافة”.

وتلت جلسة المحادثات الرسمية، جلسة محادثات مغلقة، ثم غادر الأسد والوفد المرافق له مسقط مختتماً زيارته في السلطنة.

ومن المتوقع أن يجري الأسد زيارة إلى الإمارات وهي الأخرى كانت قد أرسلت وزير خارجيتها كأوّل دبلوماسي رفيع المستوى يزور دمشق بعد الزلزال، حيث التقى الرئيس السوري والعديد من القيادات، كما أنه قام بزيارة المناطق المنكوبة لتفقّد الأضرار مع المسؤولين السوريين.

 وبعد ذلك، أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة مماثلة إلى دمشق وهي  كانت الأولى منذ 12عاماً.

وتأتي هذه التطورات ، بينما تشدد واشنطن والعديد من العواصم الغربية على رفض التطبيع مع “نظام الأسد” في غضون تدفق المساعدات المقدمة إلى سوريا عبر شركائها والتي لن تغير من نهج واشنطن تجاه دمشق، ما لم تغيّر الأخيرة من سياستها.

وكانت سلطنة عُمان، قد عينت في تشرين الأول 2020، سفيراً لها لدى سوريا، وهو تركي محمود البوسعيدي، إذ كان حينها أول سفير لدولة خليجية لدى دمشق منذ بدء الحرب السورية وإغلاق البعثات الدبلوماسية.

بينما كانت الإمارات السبّاقة في تقديم المساعدات لسوريا بعد وقوع كارثة الزلزال، إذ قدّمت 100 مليون دولار كمساعدات فورية.

وبالنسبة للسعودية فقد أشار وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قبل أيام على هامش مؤتمر ميونيخ، إلى ضرورة اتباع نهج جديد تجاه سوريا يتطلب مفاوضات مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية بما في ذلك الزلزال.

إعداد وتحرير: هوزان زبير