الأبنية المتصدعة تسبب الهلع والحلول المطلوبة تظهر عجز الحكومة السورية

دمشق ـ نورث برس

تحولت المنازل المتضررة والمهددة بالانهيار، إلى مصدر هلع وقلق آني لآلاف العائلات التي شهدت الزلزال.

تقول موظفة في مؤسسة حكومية، إن البناء الذي تداوم فيه متشقق كثيراً، وأنها تشعر بالرعب الحقيقي كلما ذهبت إلى العمل خشية أن يهبط عليهم مع كل هزة ارتدادية تحدث، وبينت لنورث برس، أنها نفدت وعائلاتها من الزلزال الأشد في محافظة اللاذقية، فهل تلقى المصير الأسوأ في العمل؟.

أحلاهما مر

في الأمس أخلت الجهات المختصة بناية مؤلفة من خمسة طوابق في منطقة مخالفات بدمشق، كان أهلها في حيرة من أمرهم، فهم بين خيارين أحلاهما مر، فإذا ظلوا في بيوتهم فالبناية مهددة بالسقوط في أي لحظة لأنها مالت بعد الهزات التي امتدت في الزلزال الأخير، وأصبح الوضع  أكثر خطورة بعد الاهتزازات التي تسببت بها الضربة الإسرائيلية الأخيرة، وإذا غادروا منازلهم فإلى أين يذهبون؟.

هذا الحال يطال 70% من مساكن المخالفات في سوريا والتي تشكل نحو 40% من نسبة البناء، وهذا ما يجعل الخطر كبيراً في حال حدوث زلزال آخر.

عضو في نقابة مهندسي اللاذقية، قال لنورث برس، إن المباني تصنف إلى ثلاثة، يأتي في مقدمتها “المباني الآيلة للسقوط، وهذه يمنع على الأهالي العودة إليها، وكذلك المباني التي تحتاج إلى بعض الصيانة والتدعيم ليعود قاطنوها إليها، والمباني ذات الأضرار الطفيفة التي ليس هناك أي تهديد لسلامتها الإنشائية”.

ولكن تحقيق هذا ليس بالأمر السهل، وسط الدمار الكبير في الكثير من المناطق السورية التي ما زالت دون إعمار.

بالأرقام

وكان وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، قد بين  في جلسة أمام مجلس الشعب أن عدد المباني المتضررة بالكامل في محافظتي اللاذقية وحلب يبلغ 534 مبنى، العدد الأكبر منها في محافظة اللاذقية حيث يصل العدد إلى 336 مبنى، وهذه يجب إخلاؤها ومن ثم هدمها، وعدد المباني المتضررة بنسبة لا تقل عن 60% ، وتحتاج لتدعيم بلغت 1697 مبنى.

وأشار مخلوف إلى أن عدد المباني المتضررة بنسبة 20% تصل إلى 5819 مبنى،  وأن عدد المباني المتضررة في حلب 198 مبنى متضررة بشكل كامل، و1093 بحاجة تدعيم.

في حين بلغ عدد المباني التي انهارت مباشرة في المحافظات المنكوبة 199 مبنى.

وحول واقعية هذه الأرقام، أشار خبير عقاري لنورث برس، إلى أن عدد المنازل المتضررة جراء الزلزال لا يقل عن 50 ألف منزل، وأن الإعلان عن تقديم 100 وحدة سكنية للمتضررين لا يقدم ولا يؤخر في ظل الأعداد الكبيرة من المهجرين الذين يحتاجون إلى إيواء، ويتوزعون في 226 مركزاً.

المتضررون

وكان الوزير مخلوف قد  أكد أن عدد النازحين بلغ نحو 298 ألف شخص حتى تاريخه، منهم 153 ألفاً في حلب،  و142.4 ألفاً في اللاذقية، و759 في طرطوس.

وأشار الوزير إلى أن هنالك 200 فرقة هندسية من جهات اختصاصية مختلفة تعمل على تقييم الأضرار في المباني المتصدعة بمختلف المحافظات.

وحول كيفية إنشاء بناء مقاوم للزلازل في منطقة مهددة بشكل دائم، قال عضو في لجنة الكود السوري، إن هنالك الكثير من الإجراءات التي يجب اتباعها لعدم التعرض لكوارث أخرى أثناء وقوع الزلازل منها تصميم المبنى من قبل مكتب هندسي يمتلك الخبرة الجيدة بتصميم منشأ آمن واقتصادي.

كما يتطلب الأمر، أن يتم تدقيق الدراسة بشكل صحيح وحقيقي، وإعداد تقرير ميكانيك التربة بشكل حقيقي من خلال الحفر وأخذ عينات من تربة التأسيس، إذ أنه لا يمكن الاستهتار بقيمة العمل الهندسي وأهمية جودة التنفيذ، وأنه ومهما بلغت كلفة ذلك، تبقى مبالغ بسيطة أمام سلامة المبنى وقاطنيه، “لأن ثمن الاستهتار كان باهظاً”، حسب قوله.

نصيحة

وركز الخبير على ضرورة إجراء الاختبارات على فولاذ التسليح وعلى البيتون خلال كل مرحلة من مراحل الصب، ومعالجة أي خلل يحصل أثناء التنفيذ، والامتناع كلياً عن الصب اليدوي للبيتون والاعتماد على الصب ببيتون جاهز من مجابل مركزية موثوقة تجري اختبارات دورية على مجبولها البيتوني. وقدم نصيحة بعدم شراء منزل لا يحقق شروط السلامة واختبارات ضبط الجودة.

إعداد: ليلى الغريب ـ تحرير: قيس العبدالله