دير الزور.. غلاء أسمدة ينذر بخسائر لمزارعي القمح
دير الزور – نورث برس
يحاول خالد إسعافه محصوله من القمح بإضافة بعض السماد لتعديل لونه، وبالتالي زيادة الإنتاج، إذ أن نبات القمح في أرضه مائلة للاصفرار، لكن غلاء الأسمدة يمنعه من ذلك.
يقول خالد الحسين (45عاماً) وهو من سكان قرية الزغير 25كم غربي دير الزور، شرقي سوريا، إن أرضه تعاني من الضعف وبحاجة لكميات عالية من السماد، وإلا سيخسر موسمه.
ويشتكي مزارعون في دير الزور من ارتفاع أسعار الأسمدة، حيث يصل سعر الكيس الواحد منها إلى 228ألف ليرة، كما أن أسعارها مرتبطة بسعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية.
لدى “الحسين” 6 دونمات يزرعها بمحصول القمح، يقول إن زرعه أصفر اللون وهو دليل على افتقاره لبعض العناصر التي تفتقر إليها التربية في أرضه.
ويشير الرجل إلى صعوبات لديه بشراء الأسمدة في ظل ارتفاع أسعارها، وفي حال لم يعطي أرضه كمية السماد التي تحتاجها سيؤدي الأمر إلى خسارته في الموسم وتدني إنتاجها.
ويحتاج الدونم الواحد من الأرض لنحو 25 كيلو من سماد اليوريا في الحد الأدنى، وفي حالات كأرض “الحسين”، تصل حاجتها إلى 50 كيلو (كيس سماد).
كما تحتاج أراضي حوض الفرات إلى السماد الأسود (الترابي) لافتقارها لعناصر تحتاجها النباتات، في النمو والإنتاج.
ويعتمد “الحسين”، كما غالبية سكان دير الزور على الزراعة كمصدر أساسي للدخل، فيما تأتي تربية الماشية في المرتبة الثانية، ويعيل الرجل أسرته المكونة من 5 أفراد من زراعة أرضه.
وما يجعل المزارعين يجدون صعوبة بتأمين الأسمدة ويشتكون من ارتفاع أسعارها، الغلاء الذي ضرب مقومات الموسم الزراعي من بذار وحراثة ومحروقات وغيرها، ويضاف لمعاناتهم النوعية غير الجيدة للمستلزمات.
وأمام ذلك، يطالب المزارع بتوفير الدعم له ولأقرانه، رغم أنه راجع لجنة الزراعة في مجلس دير الزور المدني، لكنه لم يستفد.
وارتفعت أسعار الأسمدة نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية مؤخراً، حيث وصلت لنحو 7500ليرة، للدولار الواحد، ويباع الطن الوحد من السماد بنحو 700 دولار أمريكي.
لهذا، لم يزرع محمد السعّاف (40عاماً) وهو من سكان حوايج بومصعة، نحو 15كم غربي دير الزور، كامل أرضه البالغة 25دونماً، إذ لا يستطيع المزارع تحمّل التكاليف الباهظة.
رغم أن الرجل يعتمد على أرضه لتأمين قوت عائلته، وهي عمله الوحيد ومصدر رزقه، يقول إن أسعار الأسمدة ارتفعت بشكل كبير، خلال الفترة الماضية، الأمر الذي فاق قدرته على الزراعة.
إلى ذلك، قالت بحرية العلي، وهي الرئيس المشاركة للجنة الزراعة والري في مجلس دير الزور المدني، لنورث برس، إنهم لم يوزعوا أسمدة على المزارعين خلال الموسم الشتوي، بسبب عدم إقبال المزارعين على الشراء.
ويعود سبب عدم الإقبال للمزارعين، لارتفاع أسعار الأسمدة التي تقدمها الشركة العامة لإكثار البذار، والتي تفوق أسعار الأسمدة في السوق السوداء، طبقاً لـ “العلي”.