في النصف الأول من شباط.. مقتل وإصابة 148 شخصاً في سوريا

تستمر أطراف النزاع في سوريا بانتهاك حقوق السوريين بالرغم من الظروف الكارثية التي خلفها الزلزال الذي ضرب البلاد في 6شباط/ فبراير، بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر, وراح ضحيته أكثر من 11 ألف شخص في المناطق المنكوبة والتي دمر فيها أكثر من ثلاثة آلاف مبنى بشكل كامل وجزئي.

وفاقم الزلزال من الأزمة الإنسانية في سوريا وساهم بتدهور الوضع المعيشي والصحي للسكان, كما زاد من وتيرة الفلتان الأمني في أغلب المناطق لانشغال السلطات بعمليات البحث تحت الأنقاض, وتسبب بزعزعة أمن واستقرار المدنيين وارتكاب انتهاكات جديدة بحقهم.

يتطرق التقرير نصف الشهري لقسم الرصد والتوثيق في وكالة نورث برس، لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تم توثقها منذ بداية الشهر الجاري شباط/فبراير 2023, بالاعتماد على معلومات حصل عليها من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية, ويتضمن التقرير حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان من قتل و خطف وتعذيب واعتقال تعسفي بالإضافة إلى القصف العشوائي وكذلك نشاط تنظيم “داعش”.

سجل القسم مقتل وإصابة 148 شخصاً منهم 70 مدنياً, حيث فقد 46 حياتهم بينهم 3 أطفال و2سيدة، وأصيب 24 آخرون منهم 4 أطفال, معظم الأشخاص قتلوا وأصيبوا بطرق خارج نطاق القانون وعلى يد مجهولين أو من قبل أطراف النزاع بسبب غياب الرقابة وزيادة إمكانية الإفلات من العقاب.

ووصل عدد ضحايا مخلفات الحرب منذ بداية شباط/فبراير لـ22 شخصاً, حيث فقد بسببها  5 أشخاص حياتهم بينهم طفل, وأصيب 17 بينهم 3 أطفال.

وتسببت قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” بمقتل 4أشخاص وإصابة 2 آخرين, أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية, بالإضافة إلى ان معظم طالبي اللجوء السوريين يتعرضون للاعتداء والتعذيب والاستهداف المباشر بالرصاص.

كما بلغت حصيلة الضحايا العسكرين 78 شخصاً, 47 منهم فقدوا حياتهم و31 أصيبوا, توزعت الحصيلة في مناطق سيطرة القوى الأربع، منهم 25 قتيلاً و22 مصاباً في صفوف القوات الحكومية. ومن فصائل المعارضة الموالية لتركيا قتل 8 عناصر وأصيب عنصر، أما من عناصر هيئة تحرير الشام فقد سجل مقتل 12 عنصراً وإصابة 6, ومن قوات سوريا الديمقراطية قضى عنصر وأصيب 2 آخران.

ومعظم العسكريين هم ضحايا للقصف العشوائي الذي تستهدف بها تلك القوى بعضها البعض, حيث قصفت 9 نقاط للقوات الحكومة من قبل هيئة تحرير الشام بـ 11ضربة, قضى فيها 12 عنصراً وأصيب 3, وقصفت مواقع فصائل المعارضة 9 مرات بـ 18 ضربة, كما استهدفت 8 مواقع لهيئة تحرير الشام بـ 14 ضربة قضى فيها عنصر واحد, وقصفت تركيا موقعين بثلاث ضربات، واحدة منها مسيرة في كوباني قضى فيها عنصر لقوات سوريا الديمقراطية.

أما تنظيم “داعش” استغل الظروف التي تمر بها البلاد بعد الزلزال وزاد من وتيرة نشاطه حيث نفذ 8 هجمات قضى فيها 27 شخصاً بينهم سيدة وأصيب 2 آخران. معظم الهجمات كانت بمحافظتي حمص ودير الزور.

كما ونفذت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي حملتين أمنيتين ألقت القبض فيها على متزعم للتنظيم في الرقة, ومقتل قيادي آخر عراقي الجنسية وعنصر سوري.

وتستمر فصائل المعارضة بانتهاكاتها بالرغم من أن مناطق سيطرتها أعلنت كمناطق منكوبة, حيث تسببت الفصائل بمقتل شخصين, واعتقلت 18 شخصاً تعسفياً معظمهم بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية, كما قطعت 146 شجرة, كما أنها بعد الزلزال بدأت بالاستيلاء على المساعدات الإغاثية المقدمة للمتضررين من الزلزال ومارست التمييز العنصري بحق سكان المنطقة الكرد.

ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الإنساني في سوريا وأن تزداد وتيرة الانتهاكات بحق المدنيين والمتضررين من الزلزال, وخاصة في المناطق المنكوبة حلب واللاذقية وإدلب حماة, بسبب الفساد والفلتان الأمني.