هل يؤثر الزلزال على مسار التطبيع مع دمشق؟

غرفة الأخبار – نورث برس

بعدما كانت الحكومة السورية تأمل وتنتظر فتح منافذ حتى لو صغيرة في العلاقات مع المحيط العربي، وهي تعيش أزمة سياسية وحرب منذ 12 عاماً، ساهم الزلزال في فتح الباب على مصراعيه أمام مسؤولين كبار لدول  العربية وأخرى آسيوية فضلاً عن مسؤولين أممين كبار.

بعض الدول كانت لها زيارات واتصالات علنية مع دمشق حتى قبل الزلزال مثل سلطنة عمان والإمارات والعراق، لكن أخرى مثل الأردن والسعودية تطورت بشكل ملحوظ بعد الكارثة، الأمر الذي يثير التساؤل حول مدى تأثيرها على مسار التطبيع من عدمه مع الحكومة السورية.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه دول الغرب وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، على أنها لا تشجع التطبيع مع “النظام السوري” قبل البدء بالحل السياسي في البلاد.

وفيما تركز الأمم المتحدة على ضرورة إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة جراء الزلزال في سوريا، تتفق الكثير من البلدان الغربية على ذلك لكنها خصصت جزء من بياناتها بخصوص المساعدات للإشارة إلى رفض تطبيع العلاقات مع “نظام الأسد”.

والأربعاء الفائت، شددت الخارجية الأميركية على رفض التطبيع مع “نظام الأسد” في غضون تدفق المساعدات المقدمة إلى سوريا عبر شركائها والتي لن تغير من نهج واشنطن تجاه دمشق، ما لم تغيّر الأخيرة من سياستها.

وقبلها أعلنت بريطانيا موقف مماثل لحليفتها، حيث أكدت في بيان، دعمها لإجراءات تسهيل وصول المساعدات إلى سوريا دون خرق العقوبات التي تستهدف دمشق.

والكثير من البلدان الأوربية تحذو حذو فكرة رفض التطبيع مع دمشق، وقد أثير هذا الموضوع مجدداً بعد ظهور اتصالات مكثفة مع دمشق لتقديم التعازي والمساعدات الإغاثية.

ومؤخراً نقلت وسائل إعلام عن مصادر سورية حكومية، أنباءً عن ترتيبات تجري حالياً في دمشق لاستقبال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، وهي ستكون الأولى (إن حصلت) والمثيرة للجدل لمسؤول في دولة قطعت علاقاتها نهائياً مع دمشق ودعمت المعارضة.

لكن الخارجية السعودية  لم تؤكد هذه الأنباء.

جاءت فكرة الزيارة المتوقعة بعد أن ُفتحت الأجواء بين البلدين لنقل شحنات جوية سعودية إلى مطار حلب تحمل أطناناً من المواد الغذائية والطبية إلى سوريا بعد نحو أسبوع من الزلزال.

والأربعاء الفائت، وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق في أول زيارة من نوعها بين الجارتين اللتين يدور بينهما خلاف حول عدة قضايا إقليمية.

وزيارة الصفدي كانت الثانية منذ وقوع الزلزال لوزير خارجية عربي إلى دمشق، وكانت الأولى لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

ولعل ما يتفق عليه المراقبون حتى اللحظة هو أن دمشق تستفيد سياسياً على ما يبدو من الزلزال وما تبعه من اتصالات.

وإذا تحقق ذلك بالفعل فسيكون بمثابة أمل بالنسبة لدمشق، من شأنه أن يساهم في تخفيف حدة العقوبات الغربية والعزلة الدبلوماسية عليها.

بالنسبة للجارة العراقية، فالعلاقات مثلها مثل ما قبل الزلزال،  حيث سفيرا البلدين مستمران بعملهما وتتم اللقاءات شبه الرسمية وخاصة على مستوى زعامات الحشد الشعبي.

وأمس الجمعة، التقى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بالأسد في دمشق، لتضاف إلى سلسلة اللقاءات السابقة التي أجراها المسؤول العراقي للعاصمة السورية.

وما لفت الانتباه في موضوع تأثير الزلزال على علاقات دمشق مع محيطها، هو موقف أعلنته الأمم المتحدة قبل أيام، حيث أشادت بـ “جهود دمشق” في فتح معابر إضافية لنقل المساعدات، وهذا ما أثار مخاوف المعارضة السورية.

والأسبوع الفائت زار ما لا يقل عن ثلاثة مسؤولين أممين كبار مناطق الحكومة في دمشق والتقوا مع المسؤولين في حلب ودمشق بعد الزلزال.

وانتقد الائتلاف السوري الأمم المتحدة لـ “سماحها للنظام بممارسة نفوذه في ملف المساعدات والمعابر الحدودية الواقعة بين الأراضي التركية ومناطق نفوذ تركيا شمال غربي سوريا”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير