حي العقبة في حلب.. تهدّم بعد أن أعيد إعماره

حلب- نورث برس

“يا فرحة لم تدم” يقولها بكري قطان (53 عاماً)، وهو يتجول في فناء منزله الذي رممه مؤخراً في حي العقبة الواقع في الجهة الغربية من قلعة حلب، فالزلزال أتى عليه وعلى معظم منازل الحي.

الرجل كان قد أعاد تأهيل منزله ذو الطابقين في حي العقبة، وهذا كلفه مبالغ مالية كبيرة، ناهيك عن الجهد الذي بذله في عملية الترميم، حيث نالت الحرب من منزله ما نال شأن الكثير من المنازل المحيطة.

يقول “بكري” لنورث برس إنه مع “اشتداد المعارك في حلب بين القوات الحكومية والمعارضة، غادرت منزلي ولم أتمكن من العودة، إلا بعد أن عادت المنطقة لسيطرة الحكومة”.

ويضيف: “بالكاد وقبل شهرين أنهيت عمليات الترميم في منزلي لأستطيع السكن فيه”.

ويصف الرجل فرحته بالانتهاء من الترميم والاستقرار الذي وجده في فمنزله، “فرحتي كانت لا توصف وأنا أعود لمسقط رأسي ولمنزلي الذي يعود لأكثر من 250عاماً، فهو إرث للعائلة”.

لكن الفرحة لم تكتمل، بسبب الدمار الكبير الذي لحقه نتيجة الزلزال، “فحجم الدمار خلال 40 ثانية عادل الدمار الذي ناله خلال سنوات الحرب، ولا أظن أنني سأتمكن بسهولة من إعادة ترميمه فحجم الضرر يفوق الوصف”.

بقيت دون مأوى

من هول الزلزال لم تُخرج سعاد قصاص (31 عاماً) من منزلها سوى ببطانية يتيمة، أرادت بها تغطية أطفالها الثلاثة، حيث لجأت إلى إحدى المساجد.

“قصاص” التي فقدت زوجها خلال الحرب التي شهدتها المدينة قبل سنوات،  ها هي “تفقد منزلها بعد أن دمره الزلازل قبل أكثر من أسبوع”.

دمار طال حي قديم في مدينة حلب جراء الزلزال – نورث برس

تقول لمرأة لنورث برس: “سقط منزلي في اليوم الثاني للزلازل، بعد أن أصابه ضرر بالغ بالهزة الأرضية الأولى”.

وتتأسف السيدة على الحال الذي وصلت إليه، “للأسف سقط البناء الذي فيه منزلي، وضاع شقى العمر  فلا مكان يأويني وأطفالي غير هذا المسجد”.

لم يلقَ الاهتمام

يرى مختار حي العقبة في حلب القديمة محمد الناصر (54 عاماً) أن “الأحياء القديمة لم يسلط عليها الضوء، كما حصل في المناطق الشرقية”.

فحي العقبة شهد وفاة عشرة أشخاص بينهم أطفال ونساء، نتيجة انهيار أسقف منازلهم، بحسب “الناصر”.

ويضيف: “حينا وباقي أحياء حلب القديمة دمروا بشكل كبير خلال الزلزال”.

وبصوت تخنقه العبرة يقول الرجل: “مع أننا استطعنا لمملة جراحنا بعد هدوء الحرب، وباشرنا بعمليات التأهيل ولو بشكل جزئي لهذه الأحياء، لكن الزلزال أعادنا إلى نقطة الصفر بل أسوأ من ذلك”.

ويضيف: “معظم الناس الذي رمموا منازلهم وعادوا إليها فقدوها وباتوا نازحين ولا ندري متى يعودون ثانية إليها”.

إعداد: جورج سعادة- تحرير: فنصة تمو