ناجون من الزلزال يتذكرون أنهم دفنوا تحت الأنقاض في اللاذقية
اللاذقية ـ نورث برس
خمسة أيام تحت الأنقاض، قضاها الشاب إبراهيم، لم يعرف خلالها ما إذا كان الوقت ليلاً أو نهاراً، حتى تمكن رجال الإنقاذ من إخراجه.
ويستذكر إبراهيم زكريا (23 عاماً)، من سكان مدينة جبلة في اللاذقية، والذى نجى، لحظة انهيار المبنى، “كنت أنا وأمي وأختي معًا عندما ضرب الزلزال وانهار المبنى فجأة”.
يقول الشاب من مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية: “لقد أغمي علينا لفترة وجيزة، وفي غضون 30 دقيقة”، وبغصة يضيف: “فقدنا أختي. بعد ذلك، كنا على قيد الحياة، لكنها كانت أشبه بالموت فلم يكن لدينا طعام ولا ماء ولا ضوء”.
وخلال تلك الأيام الخمسة، كان الشاب وعائلته يصرخون طلباً للمساعدة، وبعدها لم يشعر الشاب إلا وهو في سيارة الإسعاف بعد أن تم إنقاذه ووالدته، دون أن يعلم ما الذي جرى.
وفي السادس من شباط/ فبراير الجاري، وقع الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.8 درجة بالقرب من غازي عنتاب في الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي، بينما وقع الزلزال الثاني الأصغر قليلاً بعد أقل من 12 ساعة في مقاطعة كهرمانماراس.
وأسفر الزلزال عن تدمير العديد من المباني في جميع أنحاء تركيا وسوريا، وحوصر الآلاف تحت الأنقاض.
والثلاثاء الماضي، أعلنت الحكومة السورية، الحصيلة النهائية لأعداد ضحايا الزلزال في مناطقها والتي بلغت 3771 شخصاً ما بين قتيلٍ ومصاب.
وقال وزير الصحة حسن الغباش، بحسب ما نقلته وكالة “سانا”، إنَّ “الحصيلة النهائية لضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا بلغت 1.414 وفاة و2.357 إصابة”.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن 805 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 1131 آخرين في اللاذقية بسبب الزلزال.
وسجل قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، عبر شبكة من النشطاء المدنيين في اللاذقية، فقدان 873 شخصاً لحياته وإصابة 1192.
ودمر الزلزال ما يصل إلى 100 مبنى و 247 مبنى آخر معرضة لخطر الانهيار.
وفي المشفى ذاتها يقبع وائل حمود، وهو أيضاً نجى من الزلزال، بعد أن شاهد بأم عينه هول الدمار وحال السكان لحظة الزلزال.
“حمود” من طرطوس كان يستأجر منزلاً في حي العسالية باللاذقية مع عدد من أصدقائه بقصد العمل.
يروي الرجل ما شاهده لحظة الزلزال ويقول: “تمكن بعض الناس من الفرار. مات آخرون أثناء المحاولة. لقد دفنوا تحت الأنقاض”.
ويضيف: “هناك سكان خرجوا من منازلهم بقصد الهرب من الزلزال، لكن حجارة كانت تسقط من الأبنية التي تنهار لاحقتهم وأصابت بعضهم”.
وفقد أحد أصدقاء “حمود” ساقه، بينما الآخر تعرض لبعض الكسور في العظام وبعض الكدمات، تشابهت حاله مع حال “حمود”.
وفي اللحظة التي وصل فيها فريق الإنقاذ، لإخراج مياس ديبو إدلبي، من الرمل الجنوبي في اللاذقية، وعائلتها من تحت الأنقاض، سمعت مياس صوت أختها تقول لأمها: “
ناجية من الزلزال، تستذكر آخر كلام أختها التي فارقت الحياة تحت الركام، وتقول: “أنا أحبك يا أمي، سامحني”، وهي آخر كلمة لفظتها الأخت قبل وفاتها.
وتروي “إدلبي” ما مرَّ بهم من لحظة الزلزال حتى إنقاذهم: “كنا نائمين عندما وقع الزلزال. أيقظتنا والدتي لأن المبنى كان يهتز”.
وشعرت الفتاة بأن باب الشرفة انفتح عندما انهار المبنى. لكنها لم تستطع إخبار والدتها بذلك، فسرعان ما أصبحت العائلة تحت الركام، “محاصرين تحت الأنقاض”.
وتضيف: “صرخنا طلباً للمساعدة، لكن لا يبدو أن أحداً يسمعنا. عندما علم عمي بذلك، هرع لإنقاذنا. أخرجنا أنا وأخي وأمي، ونقلونا إلى المشفى ولكن أختي كانت قد فارقت الحياة”.