سياسة المعارضة السورية تزيد من معاناة متضرري الزلازل شمال سوريا

إدلب ـ نورث برس

“الزلازل جمعتنا والسياسة فرقتنا” عبارة اختزلت فيها نهى الحمود، من نازحي دير الزور وتقيم في الدانا شمال إدلب، معاناة المتضررين من الزلزال.

واعتبرت “الحمود” أن المساعدات الإغاثية في هذا الوقت “يجب أن تتخطى كل المصالح والسياسات” لأن المتضررين جراء الزلازل نصفهم يقبع تحت الأشجار وفي الشوارع دون تدفئة أو مأوى.

وأضافت في حديث لنورث برس، أن “المسؤولين في حكومة الهلاك، وليس الإنقاذ، يستغلون معاناة المنكوبين في حارم وسلقين وبسنيا وعزمارين وغيرها، ليتسولوا المزيد من الأموال عبر عبارات الاستجداء وادعاء انعدام الحال، في الوقت الذي يرفضون فيه مساعدات إغاثية قادمة من جهة النظام أو من جهة مناطق سيطرة الكرد”.

وبينت نهى العاملة ضمن فريق تطوعي إغاثي بريف إدلب الشمالي، أن رفض حكومة الإنقاذ “لدخول قافلات النظام ما هو إلا إملاءات تركية، فهي لا تجرؤ على اتخاذ أي قرار إلا بموافقة الحكومة التركية ورضاها”.

ورفضت حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام، والجيش الوطني، تحت الإملاءات التركية، دخول قوافل المساعدة المقدمة من جانب الحكومة السورية والإدارة الذاتية عبر طريق الm4 ومعبر أم جلود في منبج.

ويأتي الرفض في الوقت الذي تعيش آلاف العائلات المتضررة بالزلازل في العراء والطرقات وهم بحاجة ماسة وعاجلة للخيم والتدفئة والغذاء شمالي وشمال غربي سوريا.

ويقيم جهاد أبو راما (32 عاماً) وهو من متضرري الزلازل في بلدة الأتارب غرب حلب، مع عائلته في صالة النواعير للإيواء منذ 6 أيام، وتضم الصالة اكثر من 200 عائلة.

ولا زالت مئات العائلات بلا مأوى، فالحاجة الملحة للمساعدات الإغاثية “لا يشعر بها إلا من تضرر. نحن بحاجة لمساعدة أي طرف في العالم ومهما كان فلسنا في وضع يسمح لنا بالمساوة أو تقديم المصالح السياسية، الكارثة أكبر من أي قضية أخرى”، بحسب “أبو راما”.

ويضيف لنورث برس: “أنا وجميع متضرري الزلازل في محافظة حلب وريفها نناشد مسؤولي حكومة الجولاني وغيرهم من مسؤولي الجيش الحر أن يسمحوا للمساعدات القادمة من أي معبر أو جهة سواء النظام أو قسد بالدخول”.

ويرى أنه “يجب تعطيل المواقف والصراعات السياسية حتى نتجاوز هذه الكارثة، فالنساء والأطفال وكبار السن الجائعين والذين يعيشون بلا مأوى بسبب الزلزال، لا تعنيهم السياسة ولا تبني لهم خيمة أو تصنع لهم طعاماً(…) ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

من جانبه ذكر مهند السلمان (28 عاماً)  ممرض في مشفى أعزاز شمالي حلب، أن “الجميع يتمنى فتح معبر أم جلود وعون الدادات على مصراعيهما أمام المساعدات القادمة من قسد  إلى أهلنا المتضررين بالزلازل شمالي سوريا”.

ويقول لنورث برس: “هناك جوانب إنسانية خارج حسابات السياسيين كالصحة والمأوى والغذاء والأمان”.

ويلفت النظر إلى أن “العقلية التركية هي التي تعتبر هذه المساعدات بمثابة تقارب بين المعارضة وقسد بشكل أو بآخر، مما يدفعها لإجبار الجيش الوطني على رفضها رغم الحاجة الماسة لها”.

ويشدد وضاح أبو محمود، من سكان جنديرس بريف عفرين، على ضرورة فتح المعابر أمام المساعدات كافة ومن كل الأطراف.

ويقول: “حكومة الجولاني والائتلاف والجيش الوطني يعيشون حياة رفاهية وتحت مكيفاتهم وفي سياراتهم الفاخرة ونصف أبنائهم في أوروبا، ولا يعنيهم وجود طفل تحت الأنقاض أو عائلة تعيش في البساتين أو الشوارع في هذا البرد”.

وقال أبو مغيرة الشامي، وهو أحد قيادات أحرار الشام في جرابلس شرق حلب، إن قيادة الجيش الوطني “ترفض بشكل قاطع دخول أي مساعدات من جانب قوات سوريا الديمقراطية أو تحت أي شعار موالٍ للإدارة الذاتية”.

وأشار إلى أن عدة شاحنات عبرت معبر أم جلود بريف منبج، “كانت مقدمة من أهالي ريف دير الزور الشرقي والرقة ومنبج، وليس لها علاقة بقسد”.

كما ترفض تلك القيادات “أي مساعدة من جانب النظام، لأن ذلك يمثل خضوعاً له ونوعاً من التطبيع غير المباشر، ولم نصل لمرحلة نحتاج بها لمساعدة النظام أو قسد”، بحسب “الشامي”.

وتجمع بعض سكان شرقي إدلب، في وقفة احتجاجية رفضاً لإدخال المساعدات من مناطق سيطرة حكومة دمشق،  وطالبوا بجسر جوي أممي لمساعدة ضحايا الزلزال.

ولكن ناشطين شككوا بذلك الرفض، وأعربوا عن اعتقادهم بأن من خرج في الاحتجاج كانوا مدفوعين ومجبرين من قبل الفصائل المسيطرة في المنطقة للخروج بالاحتجاج ورفض المساعدات المقدمة من دمشق.

إعداد: هاني سالم ـ تحرير: قيس العبدالله