نقص في كل شيء.. مصابو التلاسيميا وذووهم في منبج يعانون

منبج – نورث برس

تعاني فريال من عدم القدرة على تأمين العلاج والدواء اللازم لأطفالها الثلاثة المصابين بمرض التلاسيميا، الأمر الذي يشعرها بالأسف والحزن على حالهم.

فريال سليمان (42 عاماً)، من سكان منبج، ووالدة لثلاثة أطفال مصابين بمرض التلاسيميا، تقول لنورث برس: “لدي ثلاث أطفال (دعاء وشعاع ومحمود)، مصابون بالتلاسيميا، جميعهم أصيبوا بالمرض بعد ولادتهم بسنتين”.

ويشتكي ذوو مرضى التلاسيميا في منبج، من قلة الدعم المقدم لهم من المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة، وشح في المساعدات الطبية.

ما هو المرض؟

و”التلاسيميا” هو اضطراب وراثي في خلايا الدم، ويوصف بانخفاض مستوى الهيموجلوبين، وانخفاض عدد كريات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي، وله أنواع عديدة.

تقول “سليمان”، إن أطفالها يعانون من المرض منذ عشر سنوات، ويفتقرون بشكل مستمر لزمر الدم اللازمة لتبديل دمهم وأدوية الحديد الضرورية لهم، وهي غير متوفرة في قسم التلاسيميا في مشفى الفرات.

إذا أن العائلة ليس لديها القدرة على جلب هذه الأدوية من خارج المشفى، وتقول بلهجتها العامية: “وضعنا تعبان وما عندنا قدرة نروح نجيب دوا ونجي”.

ولا تملك “سليمان”، القدرة على معالجة أطفالها الثلاثة، وفي الوقت ذاته يعانون وضعاً صحياً سيئاً للغاية، “لدرجة أنهم يستطيعون الصعود إلى درج المستشفى”، وفق قولها.

تضيف الوالدة، أن أطفالها بحاجة ماسة للدم بالدرجة الأولى ودواء الحديد الخاص بمرضى التلاسيميا في الدرجة الثانية، “وما يتوفر في القسم دواء الالتهاب والبروفين فقط لا غير”.

وتناشد المنظمات، بتوفير أدوية الحديد الضرورية، والتحاليل اللازمة للمصابين، وتوفر كميات الدم بشكل جيد في المشفى.

أطفال مصابين بالتلاسيميا في مشفى الفرات في منبج – نورث برس

قلة الإمكانيات

وفي وقت سابق، طالبت رئيسة قسم التلاسيميا في مشفى الفرات في منبج، بتأمين وتوفير الأدوية الخاصة بمرضى التلاسيميا والمعدات اللازمة للعلاج والنظر بوضعهم وتقديم الدعم الكامل لقسم التلاسيميا.

وقالت نجوى علوش، إن الحالات المسجلة لديهم تقارب الـ 500 حالة، كما أن القسم يستقبل يومياً حالات جديدة، ويقدم لهم العلاج بالمجان، كما تطرّقت لقلة الإمكانيات لديهم، إذ يتم قبول المريض، بناءً على قصته العائلية، لعدم توفر تحليل “الرحلان الكهربائي”.

وأضافت لنورث برس، حينها، أن لديهم 27 طفلاً مصاباً بالناعور، ومرضى آخرين بالتلاسيميا الكبرى والصغرى، وداء المنجلي، وهؤلاء يحتاجون لنقل دم وإجراء التحاليل بشكل مستمر.

ويحتاج مرضى التلاسيميا لأدوية عديدة وأهمها أدوية التهاب الكبد واللقاحات الخاصة لاستئصال الكبد، وإيكو قلب، وغيرها من الأدوية الخاصة بمرضى التلاسيميا والضرورية في علاجهم وهي غير متوفرة في القسم، طبقاً لـ”علوش”.

في ظل ذلك، يعاني زكريا البنية (59 عاماً) وهو كذلك من ذوي المصابين بمرضى التلاسيميا، ذات المعاناة، ويشتكي ذات المعاناة التي تشكوها فريال، إذ يتكفل الرجل بالذهاب مع ابن أخيه المريض بـ”التلاسيميا”.

يقول عمُّ الطفل، إن “الدواء الضروري الذي يحتاجه ابن أخيه المريض وبقية المرضى غير متوفر في مشفى الفرات، وأن أكثر ما يحتاجونه هوا الدم وأبر الـ “دسفيرال” الضرورية والتي تعمل على تنزيل الحديد في الدم”.

ويتفق مع سابقته، بأن وضع المصابين سيء، ويرى بوجود تقديم المساعدة لهم من ناحية الأدوية، إذ أن أغلب المصابين أوضاعهم المعيشية صعبة، لا سيما أن الرجل يتكبد الكثير من المصاريف لجلب ابن أخيه إلى المشفى.

ويوجد نحو 500 حالة إصابة بالتلاسيميا في مشفى الفرات، غالبيتهم من الأطفال، والعدد في تزايد مستمر والعلاج غير متوفر في الغالب.

ويشير، بأنهم يحتاجون إلى أنواع من الأدوية باستمرار، ويجب أن يتوفر الدواء بشكل جيد في المشفى للتخفيف من معاناتهم قليلاً.

وبدورها سوسن الأحمد الطبيبة المسؤولة عن قسم التلاسيميا في مشفى الفرات، تقول، إن لديهم في القسم ما يقارب ال (500) مريض والعدد في تزايد، ويقتصر عملهم على نقل الدم.

بينما يعانون في الوقت ذاته من قلة خالبات الحديد، إذ يواجهون صعوبة في إيجادها، في ظل غلا أسعار الأدوية لا سيما ما يحتاجه مرضى التلاسيميا، كذلك نقص في التحاليل وتقتصر على تحليل خضاب الدم فقط، وفقاً لـ “الأحمد”.

وتضيف، عدا عن خالبات الحديد يوجد أدوية أخرى يحتاجها أطفال التلاسيميا، مما يجعلهم يدخلون في اختلاطات كثيرة مثل قصور الدرق وداء السكري وقصور القلب، وهذه الاختلاطات تحتاج لدعم بالأدوية ودعم مادي للأهل لتأمين هذه الأدوية لأطفالهم.

وطالبت المسؤولة عن قسم التلاسيميا في مشفى الفرات، بتوفير الدعم للقسم من ناحية الأدوية والتحاليل والمخبر، وتوفير الدم للأطفال عن طريق تبرع السكان، إذ أن ذوي المصابين يضطرون للنزول إلى الشوارع والجوامع للمطالبة بالتبرع بالدم لإنقاذ أطفالهم.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمان