الوضع العام في سوريا لليوم السادس من الزلزال

مقدمة

بدأت فرق الإنقاذ والسلطات تعلن نهاية عمليات البحث تحت الإنقاض في المناطق المتضررة من الزلزال منذ مساء اليوم الخامس, وبالتزامن بدأت أعداد المصابين والناجين تقل وتزداد اعداد الوفيات, في حين لايزال آلاف السكان يقطنون في مراكز الإيواء والخيم والسيارات بسبب تصدع منازلهم والهزات الارتدادية التي تضرب البلاد منذ يوم الاثنين 6 من الشهر الجاري, وأُعلِنت أكثر المواقع ضرراً كإدلب وجنديرس واللاذقية وحلب وحماة كمناطق منكوبة.

وقدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، وجود ما يقارب 5.3 مليون نازح في سوريا جراء الزلزال, ليضافوا إلى 6.7 مليون نازح من الحرب, أي أنه من الممكن أن يصل عدد النازحين داخلياً في سوريا لأكثر من نصف تعداد السكان.

ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في سوريا من أجل ضمان إيصال المساعدات للجميع, كما دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى “عدم تسييس” المساعدات التي يجب إيصالها إلى السوريين المتضررين من الزلزال. في السياق ذاته خصص صندوق الأمم المتحدة للطوارئ مبلغ 25 مليون دولار إضافي لتعزيز الاستجابة للزلزال في سوريا.

إحصائيات

سجل قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، بالاعتماد على معلومات حصل عليها من شبكة مصادر ميدانية في مختلف المناطق السورية، وفاة وإصابة 11 ألف شخص, حيث بلغ عدد الوفيات 3.995 شخصاً والإصابات 7005 شخصاً.

في المناطق المتضررة التابعة لسيطرة حكومة دمشق، بلغ عدد الوفيات 1768 شخصاً والإصابات 3790, بينما في مناطق المعارضة السورية وصل عدد الوفيات لـ 2221 شخصاً والإصابات لـ 3150, وتعتبر هذه الأعداد شبه نهائية بالنسبة للإصابات على اعتبار أن احتمالات إخراج الناجين تقل بمرور الوقت. 

أما بالنسبة للضرر الذي لحق بالأبنية في سوريا من الزلزال وهزاته الارتدادية, وصل عدد المباني والمنازل المنهارة لـ 903, والمتضررة جزئياً لأكثر من 2000, وتعمل السلطات في كافة المناطق على إخلاء المباني المتصدعة, كما تعمل على هدمها.

في حين سجلت الجهات الرسمية الحكومية وفاة 1387 شخصاً وإصابة 2326 آخرين، وفي مناطق المعارضة أعلن الدفاع المدني عن وفاة 2166 وإصابة 2950.

الوضع العام

مناطق حكومة دمشق

وصل عدد ضحايا الزلزال في مناطق حكومة دمشق لـ 5.558 شخصاً, ولاتزال عملية البحث بين الأنقاض مستمرة في كل من حلب واللاذقية وطرطوس وحماة وريف إدلب, ويستمر سكانها بالمكوث في الشوارع والحدائق ومراكز الإيواء ويحاولون الخروج من المدن واللجوء إلى الأرياف خوفاً من الهزات الارتدادية وانهيار منازلهم المتصدعة من وقت الزلزال.

وأعلن الدفاع المدني بحلب توقف عملية البحث بين الأنقاض منذ أمس, وبدأت حكومة دمشق تعمل على ردم المباني المهددة بالانهيار, وهدمت أمس بنائين متصدعين في حي ميسلون بحلب بعد تضررهما جرّاء الزلزال، واليوم انهار مبنيين في حي بستان الزهرة بحلب.

وتستمر المساعدات بالوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة، ووصلت مؤخراً فرق ومساعدات إغاثية من الهند وباكستان إلى جانب المساعدات التي تلقتها من لبنان والجزائر والعراق ومصر والبحرين والإمارات وروسيا وإيران وتونس وفنزويلا بالإضافة إلى المبادرات المحلية, وسمحت حكومة دمشق بإيصال المساعدات إلى المناطق خارج سيطرتها.

وزادت المساعدات بعد أن رفعت واشنطن العقوبات على سوريا لمدة 180 يوماً, حيث يسمح بجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال والتي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات المفروضة على سوريا, وتسبب رفع العقوبات على تحسن بسعر الليرة السورية مقابل الدولار الواحد.

يعاني سكان مناطق سيطرة دمشق من أزمة ثقة بينهم وبين السلطات, ويتخوفون من استيلاء العاملين على حصصهم من المساعدات, وفرضت على السكان الذين يعملون على جمع المساعدات الإغاثية من ملابس وأطعمة معاملات أمنية أو تسليمها لمؤسسات معينة.

انهيار مبنى في حي بستان الزهرة بحلب في اليوم السادس

مناطق المعارضة السورية

أعلن الدفاع المدنيفي مناطق ريف حلب الشمالي وإدلب الانتهاء من عملية البحث بين الأنقاض وبدأت الفرق بانتشال الجثث وترحيل الأنقاض, وبلغ عدد الضحايا في تلك المنطقة 5371 شخصاً, إلى جانب نحو 7 آلاف شخص فقدوا حقهم في المأوى والسكن بسبب الآثار المدمرة التي ألحق الزلزال بمنازلهم.

دخل مناطق المعارضة أمس أول قافلة مساعدات خاصة بالاستجابة للزلزال قادمة من إقليم كردستان العراق مؤلفة من 14 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية, كما دخلت الخميس في 9 من الشهر الجاري قافلة من مساعدات الأمم المتحدة  من 6 شاحنات, لا علاقة لها بخطة الاستجابة للزلزال, كما دخل من المعبر ذاته جثمان 900 سوري قضوا في تركيا جراء الزلزال.

رفضت الحكومة المؤقتة المساعدات المقدمة من الإدارة الذاتية, بينما الأخيرة لا تزال تنتظر على المعبر من أجل إيصال المحروقات إلى المناطق المنكوبة شمال غربي سوريا.

مدينة جنديرس واحدة من أكثر المناطق المتضررة من الزلزال في مناطق المعارضة السورية, تكبدت خسائر بشرية هائلة, بسبب تأخر وصول المساعدات والفرق الإغاثية لها.

مناطق الإدارة الذاتية

تعمل السلطات على هدم المنازل المتضررة من الزلزال والمهددة بالانهيار, وضربت أمس، عدة هزات ارتدادية شمال شرقي البلاد، الأمر الذي دفع السكان للعودة إلى الخيم ومراكز الإيواء. ويذكر أن عدداً كبيراً من المنازل والمباني بشمال شرقي البلاد تصدعت وظهر فيها شقوق مدمرة.

إلى جانب صهاريج المحروقات التي جهزتها الإدارة الذاتية لإدخالها لمناطق شمال غربي سوريا, جهزت أخرى من أجل مناطق حكومة دمشق وتنتظر هذه المساعدات الموافقة من السلطات من أجل إيصالها للمناطق المنكوبة.

كما وضعت عدة خيام لجمع التبرعات من أجل المساعدات لسكان المناطق المنكوبة تحت شعار “من أجل الإنسانية”.

واستلمت الإدارة الذاتية جثمان 24 شخصاً قضوا في تركيا جراء الزلزال, وسلمتهم إلى ذويهم.

بالرغم من إعلان حالة الطوارئ في المنطقة إلا أن المنطقة تشهد نشاطاً لتنظيم “داعش”, إلى جانب حملات أمنية يقوم بها التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية.

هدم الأجزاء المتضررة من مباني في منبج

الوضع الإنساني

ويأتي هذا على الرغم من أن سوريا تعرضت لضرر مقاربٍ لما تعرضت له تركيا، حيث أن الآلاف حرموا من حقهم في الغذاء والمأوى والأمن والسلامة والرعاية الصحية.

يحتاج آلاف السوريين في كافة المناطق المتضررة من الزلزال للمساعدات الأممية والدولية الإغاثية والطبية إلى جانب فرق الإنقاذ, ولا مجال لإيصال هذه المساعدات سوى إلى المطارات الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق.

لذا ينبغي على مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة البحث عن طرق أخرى لإيصال هذه المساعدات إلى سوريا التي تحولت الأزمات فيها إلى كارثة بشرية, وإعادة النظر في المعابر المغلقة والتي هي الطرق الوحيدة لإيصال المساعدات للمناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة.

كما على الجهات المعنية والمنظمات العاملة في المنطقة السعي لمساعدة المتضررين وتقديم الدعم المادي والنفسي, وإيجاد حلول لرعاية الأطفال الناجين.

قسم الرصد والتوثيق