استمرار المواجهات بين الحكومة والمعارضة تتسبب بإفراغ الأطراف الغربية لمدينة حلب من سكانها

حلب – علي الآغا – نورث برس

 

تحوَّلت الأحياء الغربية من مدينة حلب إلى خط تماس بين فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا وقوات الحكومة السورية، ما أدى لتهجير الأهالي من منازلهم تخوفاً من القصف المتقطع والتسلل في بعض الأحيان.

 

وتتعرض الأحياء الغربية بمدينة حلب للقصف المتقطع من قبل فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، فضلاً عن عمليات تسلل من قبلها، ما يتسبب  بوقوع اشتباكات عنيفة بين الأخيرة والقوات الحكومية السورية، وتطاير الرصاص العشوائي باتجاه منازل المدنيين الذين يقيمون بتلك الأحياء.

 

أغلب أهالي الأحياء (جمعية الزهراء وحلب الجديدة) تركوا منازلهم، نتيجة القصف المتقطع والاشتباكات وعمليات القنص من قبل فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا والتي باتت تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين وفقاً لمصادر خاصة لـ"نورث برس".

 

 حيث تم استهداف أكثر من /27/ شخصاً خلال العام الأخير، من خلال عمليات القنص، في حين يفتقر حي جمعية الزهراء بمدينة حلب لإنارة الشوارع، فيتخوف أهالي الحي من الخروج مساءً، بسبب حالة الفوضى الأمني التي تسود الحي.

 

وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا على بعض الشوارع في جمعية الزهراء، في حين تسيطر القوات الحكومية على أغلب شوارعها.

 

وأصبحت منطقة مشروع 3000// شقة بمدينة حلب والتي تبعد عن مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة التابعة مسافة 4// كم شبه خالية، نتيجة تعرضها للقصف المتواصل من عدة محاور كالراشدين والبحوث ومحور دوار الليرمون، في حين تستهدف القوات الحكومية من هذه المنطقة نقاط فصائل المعارضة.

 

وفيما يتعلق بمنطقة "ضاحية الأسد" بمدينة حلب والتي باتت من المستحيل الذهاب إليها، حيث تحولت إلى منطقة عسكرية للقوات الحكومية والتي قامت بوضع آليات ثقيلة لها، مما جعل الأهالي يتخوفون من استهداف منازلهم وممتلكاتهم من قبل فصائل المعارضة.

 

حالة عدم الاستقرار ليست مقتصرة فقط على الأحياء التي تحولت إلى خطوط جبهة، فأحياء السبيل وشارع النيل وصلاح الدين والشيحان والحمدانية التي تستهدفها فصائل المعارضة بين الحين والآخر تعيش حالة عم الاستقرار والأمان، حيث تسبب قصف فصائل المعارضة لهذه الأحياء بفقدان أكثر من /13/ مواطناً لحياته، بالإضافة لإصابة أكثر من /148/ شخصاً بشظايا القذائف خلال الأشهر الستة الأخيرة.

 

وأكد المواطن عبد الرزاق القاطرجي من سكان جمعية الزهراء بأن منطقتهم باتت شبه فارغة من الأهالي بسبب تعرضهم للقصف، فضلاً عن عدم تمكنهم من التجوال في الحي، تخوفاً من عمليات القنص.

 

كما نوه القاطرجي إلى أنه لا تتوفر محلات تجارية مفتوحة بجمعية الزهراء، لأن أهالي الحي يتخوفون من التسلل من قبل المسلحين، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن وتيرة القصف تزداد بين الطرفين كل يوم خميس، مما أجبر السكان الباقين في الحي على الخروج منه.

 

من جانبه أوضح المواطن فريد كراسي من حي حلب الجديدة بأنهم غير قادرين على تحمل عمليات قنص  وإطلاق الرصاص على سياراتهم المارة من خلف السواتر التي وضعتها الحكومة السورية من أجل حمايتهم من القنص، مؤكداً أنه غيّر زجاج سيارته أكثر من ثلاث مرات بسبب قصف فصائل المعارضة المسلحة.

 

وتسبب قصف فصائل المعارضة المسلحة  التابعة لتركيا أمس الاثنين لجمعية الزهراء وحي السريان الجديدة ودوار الشيحان بأكثر من /17/ قذيفة، بإصابة 4// أشخاص بشظايا القذائف، فضلاً عن أضرار مادية بممتلكات المواطنين.