الوضع العام في سوريا باليوم الثالث من الزلزال

مقدمة

تأثرت جميع المناطق السورية بالزلزال الكارثي الذي ضرب البلاد يوم الاثنين 6 شباط/فبراير في تمام الساعة 4:17, وبلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر, واستمرت الهزات الارتدادية حتى يومي 7 و8, وأعلنت حالة طوارئ في عموم البلاد ومن قبل جميع القوى المسيطرة, وتأثرت حقوق المواطنين العامة من سكن ومأوى وغذاء وأمن, ولحق الضرر بجميع فئات المجتمع من الزلزال وبشكل كبير الأطفال الذين أصبحوا يتامى والحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة لمئات آلاف السجناء الذين بقوا عالقين في الزنزانات يواجهون المجهول, كما تضررت البنية التحتية للبلاد بشكل كبير.

إحصائيات

بحسب ما سجله قسم الرصد والتوثيق في نورث برس, وصل عدد ضحايا الزلزال في سوريا إلى 8168 منهم 3199 شخصاً فقدوا حياتهم و4969 أصيبوا، وبلغت نسبة الضحايا من الأطفال من المجموع ما يقارب 55%.

ففي مناطق سيطرة حكومة دمشق بلغ عدد الضحايا حتى ساعة كتابة التقرير، 3994، منهم 2255 إصابة و1739 وفاة. أما في مناطق المعارضة السورية شمال غربي البلاد، فبلغ عدد الضحايا 4203 منهم 1454 وفاة و2749 إصابة. وفي مناطق الإدارة الذاتية بلغ عدد الضحايا 71 شخصاً، منهم 6 وفيات و65 إصابة.

ولايزال آلاف السوريين عالقين تحت الأنقاض في داخل البلاد وشمال غربها, بالإضافة لمئات الآلاف لم يستطيعوا العودة إلى منازلهم منذ يومين ويقطنون في الخيم.

وحول البنية التحتية، بلغ عدد المباني والمنازل المنهارة نحو 900، أما المتضررة بشكل جزئي فسجل أكثر من 1500 مبنى ومنزل في عموم البلاد.

الوضع العام

مناطق حكومة دمشق

خلف الزلزال الذي ضرب البلاد 3994 ضحية بشرية في مناطق الحكومة بحسب تسجيل القسم, ولاتزال الأعداد الصادرة عن السلطات غير دقيقة بسبب عملية البحث المستمرة بين الأنقاض إذ أن الأعداد في تزايد مستمرة في كل من حلب واللاذقية وطرطوس وحماة وريف إدلب.

وتجاوز عدد الأبنية المنهارة في المناطق آنفة الذكر، أكثر من 400 مبنى ومنزل ويوجد عدد من المباني المهددة بالانهيار بسبب تعرضها لضربات أثناء الحرب التي شهدتها البلاد على مدار 12 سنة.

وأخليت مبانٍ متصدعة من سكانها الخائفين من انهيارها في حال حدوث هزات أخرى، ولجأوا إلى مراكز الإيواء والحدائق والشوارع في ظل درجات الحرارة المنخفضة المقاربة للصفر.

كما أعلنت السلطات حالة الطوارئ في مناطقها، فيما يخص المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة إلى جانب افتتاح المساجد والكنائس والمدارس لاستقبال المتضررين من الزلزال.

وتلقت حكومة دمشق وحدها مساعدات من عدد من الدول العربية منها لبنان والجزائر والعراق ومصر والبحرين والإمارات إلى جانب روسيا وإيران بالإضافة إلى المبادرات المحلية.

عمليات الإنقاذ والبحث عن ضحايا الزلزال في حلب

مناطق المعارضة السورية

أعلنت مناطق شمال غربي سوريا مناطق منكوبة من قبل السلطات فيها، وبلغ عدد الضحايا 4203 أشخاص بالإضافة إلى نحو7 آلاف شخص بقوا دون مأوى بسبب الأضرار التي لحقت بمنازلهم. وتعتبر هذه المناطق حتى الآن هي الأكثر تضرراً من الزلزال، ومنها بالتحديد: جنديرس بريف عفرين شمال حلب وسرمدا وحارم وسلقين وأرمناز وأطمة بريف إدلب. ولا أعداد دقيقة أو نهائية حول عدد الضحايا لاستمرار عملية البحث، ولاتزال مئات العائلات تحت الأنقاض, كما تعمل السلطات مع السكان المحليين على انتشال الناجين والضحايا.

وبلغ عدد الأبنية المنهارة فيها أكثر من 400 مبنى ومنزل، والمتضررة جزئية، تصل لأكثر من 600, ولم تتلقى حتى الآن أي مساعدات من أي جهة محلية أو دولية بالرغم من إعلان السلطات القائمة فيها، أن الطرق متاحة لإيصال المساعدات، ومعبر باب الهوى لم يتضرر من الزلزال ولم يدخل منه سوى جثمان 100 سوري قضوا في تركيا جراء الزلزال.

وأكبر عدد للضحايا الأطفال سجل في هذه المناطق, وهم بحاجة إلى علاج جسدي ونفسي عاجل لأن عدداً كبيراً منهم خرجوا أيتاماً وكانوا شاهدين على أحداث مرعبة.

آثار دمار مبانٍ سكنية في إدلب

مناطق الإدارة الذاتية

تأثرت مناطق الإدارة الذاتية أيضاً من الزلزال, ورصد حتى الآن مئات حالات التصدعات الخطرة التي قد تتسبب في انهيار المباني والمنازل في حال حدوث هزات ارتدادية أو أي نشاط آخر.

وانهار مبنى في الرقة وآخر في كوباني إلى جانب تضرر عدد من المباني والمنازل بشكل جزئي, بالإضافة إلى تأثر عدد من المواقع الأثرية، منها سور الرقة وقلعة نجم وقلعة البنات في الرقة، بالزلزال.

ومنذ يومين يبيت معظم سكان المنطقة خارج منازلهم، في السيارات ومراكز الإيواء التي جهزتها الإدارة الذاتية، بالإضافة للجوء عدد كبير من سكان المدن إلى المناطق الريفية.

وأعلنت الإدارة الذاتية أيضاً حالة الطوارئ في منطقتها وجهزت فرق الإنقاذ والطوارئ تحسباً, كما أرسلت قافلة من المساعدات لحيي شيخ مقصود والأشرفية بحلب, ولاتزال مناطق الشهباء بريف المدينة الشمالي محاصرة من قبل حكومة دمشق منذ أكثر من ستة أشهر، ولا مجال لإيصال المساعدات إليها بالرغم من تضررها من الزلزال.

من آثار الزلزال على مدينة الرقة

الوضع الإنساني

يحتاج آلاف السوريين في كافة المناطق المتضررة من الزلزال للمساعدات الأممية والدولية الإغاثية والطبية إلى جانب فرق الإنقاذ, ولا مجال لإيصال هذه المساعدات سوى إلى المطارات الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق.

ينبغي على مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة البحث عن طرق أخرى لإيصال هذه المساعدات إلى سوريا التي تحولت الأزمات فيها إلى كارثة بشرية, وإعادة النظر في المعابر المغلقة والتي هي الطرق الوحيدة لإيصال المساعدات للمناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة.

كما على الجهات المعنية والمنظمات العاملة في المنطقة السعي لمساعدة المتضررين وتقديم الدعم المادي والنفسي, وإيجاد حلول لرعاية  الأطفال الناجين.

قسم الرصد والتوثيق