القامشلي- نورث برس
بعودة سريعة إلى الزلزال في سوريا وتاريخ، يتصدر الزلزال الذي ضرب البلاد، فجر الاثنين، المشهد من حيث القوة مقارنة مع سابقيه، حيث بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وخلف مئات الضحايا ما بين قتيل وجريح ودمار كبير طال المباني السكنية.
زلزال بقوة ٧.٧ درجة ضرب فجر الاثنين منطقة لواء إسكندرون تلاه زلزال آخر بقوة ٦.٤ درجات في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية، وعدد من الهزات الارتدادية كانت أضعف شدةً، تأثرت بها مدن ومناطق بسوريا. فيما استمرت الهزات الارتدادية حتى صباح اليوم.
ورجحت منظمة الصحة العالمية أن يكون نحو 23 مليون شخص بينهم 1.4 مليون طفل تضرروا جراء الزلازل التي ضربت أمس وحتى اليوم تركيا وسوريا.
وبحسب علماء الجيولوجيا، الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، أمس، لم يكن الأول من نوعه، حيث تعرف المنطقة بوقوع العديد من أقوى الزلازل، تسببت بسقوط آلاف الضحايا وخسائر مادية.
الأقوى منذ 28 عاماً
نقلاً عن وكالة أنباء “سانا” التابعة للحكومة السورية، أوضح مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد، أن هذا الزلزال هو الأقوى خلال العمر الاستثماري للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي أي منذ عام ١٩٩٥.
وأكد “أحمد” أن حالة عدم الاستقرار الزلزالي ستكون مستمرة ولكنها بهزات أضعف تأثيراً وضمن حدود الـ ٥ درجات.
وارتفعت حصيلة الضحايا منذ فجر أمس الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، إلى 1628 حالة وفاة وإصابة أكثر من 3706 أشخاص، كحصيلة غير نهائية أعلنت عنها وزارة الصحة في الحكومة السورية والدفاع المدني في إدلب وهيئة الصحة في الإدارة الذاتية.
وزارة الصحة السورية أعلنت الثلاثاء، عن 812 حالة وفاة و1449 إصابة، جراء الزلزال المدمر، في محافظات حلب واللاذقية وحماه وريف إدلب وطرطوس، كحصيلة غير نهائية.
فيما أعلن الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب شمال غربي سوريا، عن ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 810 قتلى وأكثر من 2200 مصاباً، مشيراً إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض.
في حين أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، أمس الاثنين، فقدان 6 أشخاص لحياتهم وإصابة 44 شخصاً في حي الشيخ مقصود بحلب، وفي “الشهباء” بريف حلب الشمالي 7، وأربع إصابات في كوباني وإصابتين في منبج.
“أكثر الزلازل دموية”
شهدت كل من تركيا وسوريا منذ القرن الـ12 أكثر من 20 زلزالاً مدمراً، تجاوزت قوتها 7.0 درجات، وفق تقديرات علماء الجيولوجيا، بالنظر إلى الدمار الذي سجله المؤرخون.
في 11 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1138 ميلادية وقع زلزال بالقرب من مدينة حلب شمالي سوريا، قدرت شدة الزلزال بـ8.5 درجة على مقياس ريختر وصنفته هيئة المساحة الجيولوجي الأميركية كرابع أخطر زلزال في التاريخ بعد زلازل شانشي والمحيط الهندي وتانغشان في الصين.
وهو من بين “أكثر الزلازل دموية في التاريخ”، وسمي بزلزال “حلب” نسبة إلى أن ضخامة عدد الضحايا الذين بلغ عددهم 230,000 قتيلاً.
زلزال حلب الثاني
في ليل 13 أب/ أغسطس 1822، تعرضت حلب لزلزال ثانٍ، بلغت قوته 7,0 على مقياس رختر، ودام 10-12 ثانية، كما شعرت دمشق بالهزّة، وأشارت التقديرات الأكثر اعتدالاً إلى مقتل 30.000 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى أكثر من 100 ألف شخص، وتدمر في هذا الزلزال أيضاً مدينتي منبج وعفرين.
زلزال حماة
زلزال حماة وقع بالقرب من مدينة حماة في شهر آب/ أغسطس عام 1157، وقدر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف، فيما دمرت الكثير من الأبنية.
ويذكر المؤرخ الطرابلسي د. عمر تدمري، في كتابه «تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور»، أن الزلزال العظيم هذا أصاب كونتية طرابلس التي كانت تحت الحكم الصليبي في زمن الكونت ريموند الثالث، و«هلك أكثر أهلها»، وهُدم كثيراً من أبنيتها، (صفحة 364).
زلزال دمشق
في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 847، تعرضت دمشق لزلزال قوي، وأشارت دراسة حديثة بأن الزلزال كان جزءاً من زلازل متعددة ضربت المناطق من دمشق جنوباً إلى أنطاكية التركية شمالاً وإلى الموصل شرق سوريا حينها.
وتجاوز عدد الضحايا 20 ألف شخص في مدينة أنطاكيا و50 ألفاً في الموصل، ولم يتم ذكر عدد الضحايا في دمشق، فيما اعتبره العلماء أنه من بين أقوى الزلازل التي ضربت صدع البحر الميت في التاريخ.
وأورد المؤرخ أحمد بن البدير، الشهير “بالبديري الحلاق” في كتابه “من نكبات دمشق 1759″، أنه في ليلة الثلاثاء من تشرين الثاني/ نوفمبر 847 ميلادي، تعرضت دمشق لسلسلة زلازل مدمرة خلفت آلاف القتلى ناهيك عن دمار طال المساجد في الشام ودور كثيرة حتى قبة النصر بأعلى جبل قاسيون زلزلتها وأرمت نصفها. “المصدر” المدونة الرسمية الوحيدة لـ الدكتور جوزيف زيتون عام 2019.