الزلزال المدمر.. لحظات مؤلمة عاشها السوريين في ظروف قاهرة
غرفة الأخبار – نورث برس
عاش السكان في المناطق المتضررة جراء الهزة الأرضية التي ضربت سوريا، نتيجة ارتدادات الزلازل التي وقعت في تركيا، أمس الاثنين، لحظات عصيبة أثناء انهيار المباني السكنية وما تبعها من عمليات بحث عن مفقودين تحت الركام وانتشال ضحايا من تحت الأنقاض.
وكانت سوريا الجارة الجنوبية لتركيا، الدولة الأكثر ضرراً من بين الدول التي وصلت ارتدادات الزلزال إليها مثل العراق ولبنان، حيث وصل عدد الضحايا في عموم البلاد وفق الجهات الرسمية، إلى 1558 حالة وفاة و 3606 إصابة، في حصيلة غير نهائية.
وأظهرت الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء، جانباً من المأساة التي عاشها السوريين تحت الأجواء الماطرة في ظل ضعف المعدات لانتشال الضحايا والعالقين تحت الركام.
وإحدى الصور المؤثرة، كانت لعشرات الجثث في إحدى المشافي بمدينة عفرين، شمالي حلب، قضوا إثر الزلازل.
وكانت بلدة جنديرس بريف عفرين، الأكثر تضرراً وتصدراً للمشهد، ولعل أبرز صورها إيلاماً، كانت لسيدة وضعت مولودها أثناء إخراجها من تحت الأنقاض، قبل أن تفارق الحياة.
بينما نشر فيديو آخر قيل إنه أيضاً في ذات البلدة، لطفل يصرخ باكياً لإنقاذه وهو عالق تحت الأنقاض في الطابق العلوي من بناء سكني وسط غياب فرق الإنقاذ.

فيما كان مشهد رجل يذرف الدموع وهو يحتضن ولده الرضيع الذي قضى إثر الزلزال وهو يصرخ ‘‘يا الله يا الله’’ بينما يسعى أناس آخرون لتهدئته والتخفيف عنه، من بين الأكثر الصور تداولاً.
وفي صورة أفطرت القلوب من نفس البلدة المنكوبة، كانت لرجل يعانق طفله تحت الركام قضوا سوياً، وعنون الكثيرون الصورة بـ ‘‘العناق الأخير’’.
وفي حادثة مشابهة، عنون نشطاء صورة لعدة أشخاص في الصندوق الخلفي لسيارة يحملون أطفالاً صغاراً قضوا تحت الأنقاض بـ‘‘الوداع الأخير’’، في بلدة حارم بريف إدلب.
فيما نشر نشطاء مشاهد في ريف حلب وإدلب واللاذقية لأشخاص تسمع أصوات استغاثاتهم من تحت الركام وسط غياب الأليات الثقيلة وفرق الإنقاذ ما يحول دون إخراج.
إلى ذلك نعى النشطاء، الكثير من العائلات التي قضت جميعها تحت الأنقاض في مختلف المناطق السورية.
وبمرور أكثر من 30 ساعة على الزلزال الأول، دق الدفاع المدني في مناطق شمال غربي سوريا، ناقوس الخطر في ظل انهيار الكثير من المباني ولا يزال الكثيرون عالقون تحت الأنقاض.
وقال في صفحته على فيسبوك: ‘‘جبال من الركام وحيز ضيق من الوقت وينفذ بسرعة وآلاف الأرواح لا تزال تنتظر تحت الركام’’.
وما يزيد من معاناة السوريين جراء الزلازل، الهطولات المطرية الغزيرة ولا سيما القاطنين في المخيمات، وسط غياب المساعدات الدولية التي من الممكن أن تخفف قليلاً من وطأة محنتهم.