وجوده مثل عدمه.. لسان حال مستوصف يخدم مخيمين في منبج بسبب نقص الدعم
منبج – نورث برس
يعاني صبحي من فقدان النظر وآلام في الظهر وقرحة في معدته، يقول إن “الدواء الذي يحتاجه بشكل يومي غير متوفر في مستوصف المخيم”.
صبحي الحسن (65 عاماً)، نازح في مخيم منبج الشرقي القديم، بسبب كبر سنه يعاني من عدة أمراض، لكن ظروف النزوح وما ترافقه من صعوبات ونقص في الأدوية تزيد معاناته مع المرض أكثر من غيره.
ويشتكي النازحون في مخيمات منبج، شمالي سوريا، من نقص حاد في الأدوية، نتيجة قلة الدعم المقدم للمخيمات وانسحاب منظمات إنسانية من العمل في مناطق الإدارة الذاتية عموماً، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية يُطلقها مسؤولون في الإدارة.
ويعاني “الحسن”، كما الكثير من أقرانه من النازحين من النقص الأدوية، في ظل ظروف الشتاء وانتشار الأمراض، عدا عن الأمراض المزمنة كالتي يعانيها الرجل.
ولا يملك المسن “سوى رحمة ربه” على حد قوله، إذ أنه يحتاج إلى عملية “ضرورية ومستعجلة” لعينيه تكلفه كل واحدة منها 350 ألف ليرة، بينما شفاء عينيه يتطلب نحو 3 ملايين ليرة، وهو المبلغ الذي طلبه أحد المشافي في منبج.
ويشتكي نازحون في مخيمات منبج، من قلة الدعم المقدم لهم من المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة، وشح في كمية المساعدات التي تصلهم على فترات مُتقطّعة وخاصة المساعدات الطبية.
ويضيف “الحسن” لنورث برس، أنه “بحاجة لأدوية بنسلين وحبوب مسكنة وقطرات للعينين، وجميعها يفتقدها مستوصف المخيم، لكنه أمام الألم وسوء وضع عيناه يطلب قطرة عينية من خارج المخيم ويدفع ثمنها 5 آلاف ليرة”.
كل ذلك يدفعه للمطالبة بالمساعدة لإجراء عمل جراحي لعينيه، وتوفير الدواء في المستوصف بشكل جيد من أجل تخفيف العبء على سكان المخيم.
وفي حزيران/ يونيو من العام الماضي (2022)، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لضرورة تحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها تجاه آلاف النازحين والمهجرين واللاجئين الموزعين على عشرات المخيمات في مناطقها وتقديم الدعم لهم.
كما تعاني المسنة مريم الثلجي (60عاماً) وهي كذلك نازحة في مخيم منبج الشرقي الجديد، ذات المعاناة وأن اختلفت الأمراض التي تشكوها.
تعاني “الثلجي”، من آلام في الرأس والقدمين، ومرض القلب، حيث يزيد نقص الأدوية من معاناتها وينهك جسدها الضعيف.
وتقول المسنة إن “الدواء الذي تحتاجه غير متوفر في مستوصف المخيم، وهي تذهب بشكل مستمر ومنذ فترة طويلة لطلب الدواء ولكنها لا تجده، فتضطر لتناول أدوية أخرى مسكنة تفاقم من مرضها.
ويبلغ عدد النازحين في المخيمات العشوائية ضمن مدينة منبج وريفها 1954 عائلة بعدد (9786) شخص، بينما بلغ عدد النازحين في المخيمات النظامية 1012 عائلة بعدد (5190) شخص، معظمهم من منطقتي مسكنة ودير حافر في ريف حلب الشرقي، بحسب لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج.
وكما سابقها، تناشد “الثلجي”، المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، بتوفير الدواء بجميع أصنافه في مستوصف المخيم، وأن يبقى وضع المخيمات من أولويات المنظمات الإنسانية.
وتشهد المخيمات في مناطق الإدارة الذاتية أوضاعاً “مأساوية”، نتيجة تقاعس المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة في تقديم الدعم الإنساني والطبي، وفاقم ذلك انسحاب منظمات إنسانية، بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية.
فيما تعزو ميادة محمد، الإدارية في مستوصف المخيمات في منبج، قلة الأدوية في مستوصف المخيم إلى قلة الدعم، وتصفه بـ “القليل جداً وشبه المعدوم”.
ويقتصر الدعم الطبي على تقديم بعض الأدوية المسكنة والالتهاب، على الرغم من وجود أمراض مزمنة ومستعصية ويحتاج المستوصف لدعم حتى تتمكن من تأمين الأدوية التي يحتاجها المرضى داخل المخيم، طبقاً لـ “محمد”.
وتشير في حديثها لنورث برس، إلى أن الكثير من الحالات المرضية يتم تحويلها لمشافي منبج، نتيجة قلة الإمكانات لديهم من تقديم العلاج اللازم.
وتأمل “محمد”، بتوفير وتأمين الأدوية بشكل عام في مستوصف المخيم، ليتمكن المستوصف من تقديم خدماته، دون اقتصار عمله على تقديم الحبوب المسكنة.