برد الشتاء وهطول الأمطار يزيد من معاناة نازحي مخيم “واشو كاني” غرب الحسكة
الحسكة – جيندار عبد القادر – NPA
تستمر موجة تدفق النازحين من مدن وبلدات رأس العين/ سري كانيه وأبو راسين/زركان وتل تمر إلى مخيم واشوكاني /12/ كم غرب الحسكة بعد البدء بعملية إنشائه بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ازدياد المعاناة
يزيد من معاناة النازحين, إلى جانب قلة الدعم وغياب المنظمات الإنسانية الدولية التي انسحبت بناء على اعتبارات سياسية وعسكرية، حلول فصل الشتاء، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الثلاثة الماضية في غرق عشرات الخيم التي لم تكن مجهزة بالشكل المطلوب، نتيجة تزايد تدفق النازحين في ظل عمليات تجهيز المخيم وعدم اكتماله.
وتشير شظرة أحمد الحجي نازحة من قرية الحجي بريف تل تمر في حديثها لـ"نورث برس"، إلى أنهم منذ نحو شهر ونصف خرجوا من قريتهم بعد قيام القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها بطردهم من منازلهم.
وتوضح الحجي بأنهم لجأوا في البداية إلى أحد مراكز الإيواء (المدارس)، ومن ثم نقلوا إلى المخيم, مضيفة "عندما هطلت الأمطار امتلأت خيمتنا بالمياه وتبلل أطفالنا وهم بلا أحذية لم نستطيع النوم، ولا نملك النقود لنشتري لهم".
وحول بقائها مع عائلتها في المخيم وعدم عودتها إلى قريتها رغم أنها من المكون العربي, تنوه الحجي إلى أن فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا قامت بطرد الشيوخ الذين قاموا بزيارة القرية لتفقد حاجياتهم ورغبتهم في العودة إلى منازلهم، "مهددين إياهم بأنهم إذا لم يغادروا سوف يقومون بقتلهم", على حد تعبيرها.
كما لفتت الحجي إلى أن فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا قامت "بنهب القمح والشعير، وفك أبواب المنازل ونوافذها، وحرقوا الفرش".
من جانبه يقول محمد الأحمد وهو نازح من قرية أم الخير غربي تل تمر "طافت خيمتنا نتيجة الأمطار الغزيرة، وتبللت الأغطية واللباس"، مشيراً إلى أنهم اضطروا للخروج من خيمتهم والنوم في خيمة جيرانهم.
ويضيف الأحمد "وضعنا لايزال سيئاً، قاموا بتسليمنا بطانيات واسفنج وبعض حاجيات الغسيل وبعض الحاجيات الإسعافية".
ولا يختلف حال عدلة مصطفى سلمان من قرية الداودية عن باقي النازحين في المخيم, فهي الأخرى تسببت الأمطار بغمر خيمتها, لتضطر إلى إخراج أغراضها, قائلة لقد غُمرنا بالمطر والوحل, عانينا هذا الأسبوع كثيراً من الأمطار التي هُطلت, فدخلت المياه إلى خيمتنا", مضيفة "ما عسانا أن نفعل؟".
وتتابع "الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية دفعتنا لمغادرة الخيمة، مياه الأمطار دخلت إلى خيمتنا غير المجهزة بعد".
وتركت عدلة عند خروجها من قريتها منزلها وأملاكها, لتصبح عرضة للاستيلاء عليها من قبل فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا.
وتضيف قائلة "تركنا كل شيء خلفنا، أرزاقنا وأملاكنا، ولا نعلم ما حل بها الآن"، لافتة إلى أنهم يخشون إرسال أي رجل إلى القرية لتفقد ممتلكاتهم خوفاً من "أن يقوموا بخطفه والمطالبة بفدية".
تقديم الخدمات
ويوضح حسن أحمد يوسف الإداري في مخيم "واشوكاني" أنهم يستقبلون يومياً ما يقارب /100/ عائلة، منوهاً إلى أن هناك منظمات محلية تقدم الدعم, كما قامت مؤسسة برزاني الخيرية بتقديم مساعدات.
ويبين يوسف أن كل الخدمات المقدمة للنازحين، "لا تفي بالغرض، لأن المخيم يحتاج للكثير من الدعم وخاصة نحن في فصل الشتاء"، لافتاً إلى أن الإدارة الذاتية ومؤسساتها تقدم الجزء الأكبر من المساعدات, حسب قوله.
ويشير يوسف إلى أنه مع بدء الهجوم على شمال وشرقي سوريا "انسحبت المنظمات الدولية لأسباب غير معلومة"، قائلاً "نقدم رسالتنا للمنظمات الدولية أن تنظر بعين الاعتبار إلى المحتوى الإنساني الموجود في مخيم واشوكاني".
وبحسب يوسف فإنه توجد /700/ خيمة في المخيم حالياً, حيث يبلغ عدد العائلات ضمن المخيم نحو/800/ عائلة، بعدد أفراد يبلغ /5000/ شخص.
وينوه إداري المخيم إلى أن عدد النازحين في المخيم قابل للازدياد، مشيراً إلى أن عدم جهوزية البنى التحتية زادت من معاناة الأهالي، حيث لا يزال العمل مستمراً في المخيم", على حد تعبيره.
وبحسب مشاهدات "نورث برس" فإن الأقسام القديمة من المخيم تم تجهيزها بشكل جيد من خلال وضع الحجر المكسر أسفل الخيم ووضع الحجارة والاسمنت على أطرافها لمنع تسرب المياه، بالإضافة لتسليم كمٍ جيد من الحاجيات للنازحين فيما يخص وسائل التدفئة والفرش والسلال الغذائية.