“ما نقدر على علاجه”.. إعاقة طفل تثقل كاهل والدين نازحين في الرقة

الرقة – نورث برس

تنقّل تواصيف ابنها المريض من داخل الخيمة إلى خارجها، في بعض الأحيان توصي أخوته الصغار برعايته، إذ أنها تخرج مضطرة من المخيم للعمل وتأمين معيشة عائلتها مع زوجها.

وتضطر في كثير من الأحيان تعتذر عن الذهاب للعمل، خاصة إذا ما بدأ ابنها بالبكاء، إذ أن الطفل لديه مرض عصبي.

لدى تواصيف محمد الصالح (36عاماً) وهي نازحة من حماة  في مخيم حتاش شمالي الرقة، شمالي سوريا، طفل يدعى محمد وهو في العاشرة من عمره، مصاباً بضمور دماغي.

لا يعي محمد تصرفاته، ولا يستطيع الحركة أو التكلم، لكنه يبتسم أحياناً لأخوته عندما يلاعبونه، ويحادثهم بكلمات غير مفهومة، إلا أن الوالدة تعي ما يريد وتفهم كلماته المبهمة.

تقول ” محمد” إنها باتت تقرأ عيناه، وتشعر بحاجاته، ربما ذاتها الحاجات التي تدفعها للعمل، إذ أن محمد يتطلب الكثير من المصاريف للعناية به ولعلاجه، “علاجه ما نقدر عليه”.

يزيد الطفل من معاناة والديه، خاصة في ظل ظروف صعبة يقاسيها النازحون في مخيمات الرقة العشوائية، في ظل تراجع الدعم وظروف الشتاء القاسية، وارتفاع أسعار أسهمت في زيادة معاناتهم.

تحتار الوالدة بتأمين مصاريف ابنها المريض، وأسرتها المكونة من 10 أفراد، تقول إن ابنها المريض يحتاج لوحده حوالي 25 ألف ليرة يومياً، من دواء و”حفاظات”، هذا المبلغ قبل ارتفاع أسعار الأدوية.

وفي 17 من كانون الثاني/ يناير الفائت، رفعت وزارة الصحة في حكومة دمشق أسعار معظم أنواع الزمر الدوائية، بنسب مختلفة وصلت إلى نحو 80%، الأمر الذي يُثقل كاهل ذوي محمد.

تعمل “محمد”، في الأراضي الزراعية بأجر متدنٍ، فطفلها يحتاج إلى مصاريف كبيرة، وهي “تتأمل بتكفل منظمة ما تكاليف علاجه وعنايته”.

وتصل أجرة المرأة اليومية مقابل الساعة الواحدة إلى ألف ليرة سورية، في حين تحتاج عائلتها لما يقارب 15 ألف ليرة كحد أدنى عدا عن مصاريف طفلها المريض، لذا لا تقوى وزوجها على مجاراة ذلك.

ويعمل غالبية النازحين ضمن المخيمات العشوائية في الأراضي الزراعية القريبة من مخيماتهم، لكنها تبقى غير كافية لأنها أعمال موسمية وغير متوفرة بشكل دائم.

تقول “محمد”، إن ” المنظمات العاملة في المنطقة لم تقدم أي تدعم لطفلها  المعاق على الرغم من امتلاكه بطاقة التي يطلبونها للتصوير في كل مرة يزرون المخيم، دون أد يقدموا للعائلة أو الطفل أي مساعدات تخفف العبء عليهم”.

وتجد الأم نفسها عديمة “الحيلة” أمام وضعه “المأساوي”، الأمر الذي يزيدها تعاسة في  ظل عجزها عن فعل أي شيء  له،  وفي كل مرة تنظر فيها إليه.

وكل ما تملكه ” محمد” خيمة مهترئة لا تقيها برد الشتاء وحرارة الصيف، وأمعاء خاوية تبيت أغلب الليالي دون طعام.

تحاول في عملها تأمين بعضاً من حاجياته، لكن قلة الأجور وانهيار الليرة السورية لا تسعفانها أغلب الأوقات، وهذا ما يدفعها لطلب المساعدة من المقتدرين والمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية.

وفي مخيم حتاش 6 حالات أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يشابهون محمد في حالته، ويشاركونه ذات المعاناة، ويزيدون بها على ذويهم.

إعداد: إبراهيم العيسى – تحرير: أحمد عثمان