الحصار الحكومي يرفع سعر الخبز إلى أضعاف في حيين محاصرين بحلب
حلب – نورث برس
يعاني سكان في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، من نقص في مادة الخبز جراء الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ليُجبر السكان على شراء الخبز بأسعار مضاعفة.
وتمنع الحكومة إدخال المحروقات والمواد الغذائية والأدوية إلى الحيين، منذ شهر آب/ أغسطس الماضي، وسط تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية للسكان.
وقال صلاح أحمد، الإداري في لجنة الاقتصاد في حيي شيخ المقصود والأشرفية، لـنورث برس، إن منطقتهم تشهد حصاراً حكومياً منذ عدة أشهر، إذ لا تدخل أبرز المواد المعيشية بسبب منع حواجز الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق.
وأضاف أحمد أن أفران الحي السبعة تعاني من نقص حاد في مادة الطحين، ما أدى لتراجع الإنتاج بشكل كبير.
وقال إن هذا التراجع “أحدث فجوة في تغطية حاجة جميع السكان من الخبز في هذه المنطقة المحاصرة”.
منوهاً أن ربطة الخبز تُباع بـ 200 ليرة في الأفران، لكنها تُباع عن طريق التجار من خارج الحي بـ ثلاثة آلاف ليرة، أي بأضعاف مضاعفة، في ظل ضعف القدرة الشرائية للسكان.
ويضطر السكان يومياً للتوجه إلى الأفران في ساعات الصباح الباكر بهدف الحصول على الخبز، ويعود نسبة كبيرة منهم بسبب قلة الكمية وقلة ساعات عمل الأفران، بحسب أحمد.
وقال محمد رشيد (33 عاماً) من حي الشيخ مقصود، عبر اتصال هاتفي مع ـنورث برس، إنه يتجه يومياً في السادسة صباحاً لفرن قريب من منزله بهدف تأمين الخبز، وإلا فإنه سيضطر إلى الشراء من تجار من خارج الحي بسعر لا يستطيع دفعه.
وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت بياناً في الـ 24 من كانون الأول/ يناير الجاري، طالبت فيه حكومة دمشق برفع الحصار ‘‘الوحشي’’ المفروض على المدنيين في الأحياء ذات الغالبية الكردية في حلب.
وقالت ديانا سمعان، الباحثة المعنية بسوريا في المكتب الإقليمي للمنظمة في بيروت، إنه ‘‘يجب على الحكومة السورية اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة الإنسانية الرهيبة من خلال السماح بدخول الوقود وغيره من الإمدادات الضرورية، فضلًا عن المنظمات التي تقدم معونة، إلى المناطق المتضررة دون قيود’’.
وأضافت: ‘‘الحكومة السورية ملزمة بموجب القانون الدولي بضمان إمكانية حصول سكانها على ما يكفي من الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى، وبمنعها تمكنهم من الحصول على ذلك، فإنها تنتهك حقوقهم’’.