أول أكاديمية للقهوة في العراق تساعد اللاجئين السوريين لإيجاد عمل

أربيل ـ نورث برس

“صغيرة في حجمها، جميلة في شكلها، هادئة في سكبها، ممتعة في شربها، حبة من الجنة، لا تعاملها بسوء مثل سوادها”، بهذه العبارات يصف المغترب السوري محمد سليمان، القهوة. فهو أول من افتتح أكاديمية معتمدة من إيطاليا لتعليم صناعة القهوة على مستوى العراق.

“سليمان” من مدينة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، غادر بلاده عام 2000، تنقل بين مختلف الدول العربية والأوروبية، ليستقر في العام 2018 في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، ويفتتح أكاديمية لتعليم الشباب على صناعة القهوة تحت اسم “خبراء القهوة”، ويقدم قهوته الخاصة المعتمدة من أكاديمية  “ماورو” الإيطالية.

يحكي “سليمان” قصته: “بعد رحلة تعلّم طويلة في السعودية والإمارات العربية وإيطاليا، تمكّنتُ من إتقان المهنة، ونجحتُ بنقل ما تعلّمته للعديد من اللاجئين السوريين المتواجدين في أربيل، الذين يبحثون عن فرصة عمل”.

وبدأ الشاب بإطلاق دورات تدريبية مأجورة لتعليم صناعة القهوة، والتدريب على كيفية التعامل مع الآلات الخاصة بإنتاجها بمختلف أشكالها.

أكاديمية تعليم صناعة القهوة في أربيل ـ نورث برس
أكاديمية تعليم صناعة القهوة في أربيل ـ نورث برس

تقوم فكرة الأكاديمية، على نشر علوم القهوة، يقول “سليمان”: “يبدأ المتدرّب بالتعرّف على أصول القهوة، وأنواعها وتاريخ وجودها، ثم ينتقل إلى التدريب العملي على الآلات، فيتعلّم تحضير كافة أنواع القهوة العربية والتركية والإيطالية والأميركية، والباردة مع الحليب، والساخنة وغيرها”.

يخرج المتدريب من الأكاديمية بشهادة معتمدة من إيطاليا، تساعده على إيجاد فرصة عمل مناسبة. يشرح “سليمان” هذه النقطة: “تساهم الدورات التدريبية التي نقدمها على تأهيل المشارك للعمل، ونحن من خلال علاقاتنا نرشّح كافة المتدربين للمطاعم والمقاهي التي نعرفها، وتقريباً كل من سجّل في الأكاديمية، حصل على فرصة عمل ونجح بتأمين مصدر رزقه”.

تخرّج من أكاديمية صناعة القهوة نحو 360 طالب، معظمهم من السوريين الهاربين من الحرب، واللاجئين إلى إقليم كردستان.

يقول “سليمان”: “معظم اللاجئين يبحثون عن عمل، لذلك وجدوا من الورشات التدريبية التي نقدمها فرصة لتعلّم مهنة جديدة، وإيجاد فرصة عمل بسهولة، خاصة مع انتشار المطاعم والمقاهي في أربيل، التي تبحث عن موظفين مدربيّن على العمل كباريستا”.

حصل المغترب السوري “سليمان” على العديد من شهادات التقدير، كان أولها من أكاديمية “ماورو” الإيطالية في المملكة العربية السعودية، وأضحى سفيراً للعديد من ماركات القهوة العالمية في إقليم كردستان العراق.

ونشرت جريدة “الصباح” من جمعية القهوة العالمية في بريطانية، قصة المغترب السوري محمد سليمان، كما أضافت شبكة “باريستا هاسل” اسمه على خريطتها الإلكترونية كأحد المؤثرين في صناعة القهوة حول العالم.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: قيس العبدالله