إغلاق مركزٍ صحي يزيد المعاناة لدى سكان في كوباني

كوباني – نورث برس

تضطر حواء لتكبد الكثير من العناء والجهد لصعود تلة في الجهة الغربية من مدينة كوباني، للوصول إلى مركز مشته نور الصحي، لتلقي العلاج والحصول على أدويتها.

تقول حواء عابد (70 عاماً) وهي من سكان كوباني، إن “المسافة القريبة لمركز الهلال الأحمر الكردي، كانت تختصر الكثير على سكان، حيث كانت تتوسط المدينة”.

ومطلع شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، أُغلق القسم الصحي في مركز الهلال الأحمر الكردي وسط مدينة كوباني، بناءً على قرار من الفرع الرئيسي للمنظمة في الجزيرة.

وتضيف “عابد” لنورث برس، أن الوصول إلى مركز مشته نور الصحي الذي يقع في منطقة مرتفعة وبعيدة، أمر صعب إضافة إلى كونه يشهد ازدحاماً كبيراً بعد إغلاق مركز الهلال الكردي.

وفي ظل انتشار الأمراض في فصل الشتاء، وخاصة الأنفلونزا وتردي الأوضاع الاقتصادية لسكان في المنطقة، يضطر أغلبهم للذهاب إلى مركز مشته نور الصحي.

تقول “عابد” إن مركز مشته نور الصحي لوحده غير كافٍ، فالمدينة توسعت وازداد عدد سكانها، ويوجد فيها نسبة كبيرة من المرضى وتوافد المراجعين إلى المركز يتسبب بالازدحام.

وتطالب المرأة، بإعادة فتح مركز الهلال الأحمر الكردي، كي يستطيع السكان الاستفادة من خدماته وخاصة كبار السن وذوي الدخل المحدود، الذين يعتبرونه حلاً لهم للحصول على الخدمات الصحية.

ويبلغ عدد سكان مدينة كوباني نحو 40 ألف نسمة ومركز صحي واحد لا يكفي لتغطية هذا العدد من السكان.

ازدحام وطوابير

بدوره يضطر بوزان حمي (33 عاماً) وهو موظف من كوباني، للانتظار في طابور لمدة ساعة ونصف من أجل معاينة طفله المريض بالأنفلونزا الموسمية في مركز مشته نور الصحي، بسبب الازدحام بعد إغلاق مركز الهلال الأحمر الكردي.

يقول “حمي” إنه “وصل في الساعة 11 صباحاً للمركز، رغم ذلك كان عدد المراجعين في قسم الأطفال 130 شخصاً”، لافتاً إلى أن “المراجعين يعانون من الانتظار لساعات في ساحة المركز، في ظل الطقس البارد”.

ويتفق “حمي” مع سابقته، بأن “إغلاق مركز الهلال الأحمر الكردي أثر بشكل كبير على السكان، لأن معظم المرضى في أقسام اللاشمانيا والسل والسكري، كانوا يستفيدون من العلاج فيها ويستلمون أدويتهم مجاناً”.

ويشير إلى أن “ارتفاع أجور المعاينات الطبية التي تصل إلى 15 ألف ليرة، وكذلك ارتفاع أسعار الأدوية حيث يصل سعر كل وصفة طبية إلى 50 ألفاً، والأوضاع الاقتصادية الصعبة لسكان المنطقة؛ تجبرهم على القدوم إلى مركز مشته نور الصحي”.

ويأمل الرجل، من المسؤولين عن إغلاق المركز مراجعة قرارهم، لأن “أغلب السكان ليسوا أغنياء ويتدبرون أمورهم المعيشية بصعوبة”.

وحالياً، يوجد مركز صحي وحيد في مدينة كوباني “مركز مشته نور”، بعد 15 يوماً من إغلاق مركز الهلال الأحمر الكردي، وهذا المركز لا يستطيع استيعاب العدد الكبير من المراجعين، طبقاً لـ “حمي”.

ويعمل مركز مشته نور الصحي على تقديم خدماته مجاناً لسكان المنطقة من الساعة 8 صباحاً حتى 3 مساء، ويوجد فيها أربعة أقسام هي “القسم الطبي، السكري، الدعم النفسي، وقسم سوء التغذية”.

ازدياد أعداد المراجعين

يوضح الطبيب توفيق شيخ أحمد، وهو إداري في مركز مشته نور الصحي، أن “أعداد المراجعين في مركز مشته نور بكل أقسامه كان يصل إلى 350 أو 400 مراجع يومياً، ولكن بعد إغلاق مركز الهلال الأحمر الكردي أصبح العدد يصل  إلى 500 أو 550 مراجعاً”.

ويشير “شيخ أحمد”، أن الكادر الطبي في مركز مشته نور الصحي لا يستطيع تقديم خدماته لجميع  المراجعين.

وأمام العدد الكبير “نضطر لتأجيل البعض إلى اليوم التالي رغم حالتهم الصحية الصعبة”.

وزاد ارتفاع أسعار الأدوية وتدهور الوضع المعيشي للسكان، أعداد المراجعين إلى المستوصف الوحيد، حيث تكون المعاينات والأدوية مجانية.

ومنتصف الشهر الجاري، أعلنت وزارة الصحة السورية، عن زيادة جديدة في أسعار الأدوية المحلية، وتشمل آلاف الأصناف الدوائية بنسبة يصل بعضها إلى 80 بالمائة.

وتمَّ رفع أسعار الأدوية بنسبة 50 بالمئة وشملت معظم أنواع الزمر الدوائية، كما شملت الزيادة أصنافاً دوائية أخرى وصلت إلى 80 بالمئة، لتشمل الزيادة 12,826 صنفاً دوائياً، بحسب نقابة الصيادلة.

ويرى “شيخ أحمد”، أن حل مشكلة الازدحام، هو افتتاح مركز صحي آخر في المدينة، أو تفعيل الدوام المسائي من الساعة الثالثة حتى الثامنة مساءً، كي يستطيع استيعاب جميع المراجعين.

مطالب

يطالب “شيخ أحمد” بزيادة عدد الكادر الطبي في المركز لأنهم غير قادرين على استيعاب هذه الأعداد حالياً.

وفي القسم الطبي بمركز مشته نور الصحي أربعة ممرضين وثلاثة أطباء وقابلة قانونية، وفقاً لـ “شيخ أحمد”.

ويشير، أن نحو خمس منظمات إنسانية كانت تدعم الجانب الطبي في كوباني، ولكن أغلب هذه المنظمات انتقلت من المنطقة.

ويأمل الطبيب من المنظمات الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، بالعمل لإعادة دعم سكان مدينة كوباني، الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وخاصة أسعار الأدوية، عبر إعادة دعم المنظمات الإنسانية للمنطقة.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان