توقف أجهزة الطبقي المحوري بمشافي الحكومة.. سكان درعا بين خوف الاعتقال والتكاليف الكبيرة
درعا- نورث برس
يخشى أحمد الزعبي (28 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف درعا الشرقي من الاعتقال، الأمر الذي جعله يتوجه إلى مشفى خاص بمدينة درعا، لإجراء صورة طبقي محوري، بدلاً من التوجه للعاصمة ومواجهة مصير قد يجهله حينها.
ويحتاج الرجل لإجراء الصورة التي كان قد طلبها الطبيب منه نتيجة أذية عصبية في الوجه.
ويواجه سكان في درعا معاناة كبيرة، بعد تعطل أجهزة الطبقي المحوري تباعاً في المشافي الوطنية التي تديرها الحكومة في المحافظة.
ويضيف “الزعبي” لنورث برس أن “تكلفة صورة طبقي محوري التي أخذها في المشفى الخاص عالية جداً، حيث بلغت ما يقارب نصف مليون ليرة سورية”.
ويعرب عن استعداده لدفع مليون ليرة مقابل ألّا يعرض نفسه للاعتقال ليوم واحداً، مستذكراً حادثة اعتقال “شبيب المسالمة” و”ماهر الصياصنة” من أبناء مدينة درعا.
وكان تم اعتقال الشابين في مشفى درعا الوطني منتصف أيلول/ سبتمبر عام 2019، بالرغم من وضعهم الصحي وحملهم لبطاقة تسوية، فيما تم الإفراج عنهم بعد ضغط شعبي كبير.
من جانبه يقول سعيد الصبيح (45 عاماً) وهو أحد أبناء بلدة جدل في ريف درعا الشرقي، إنه مع تعطل أجهزة تصوير الطبقي المحوري الثلاثة الموجودة في المشافي الوطنية بدرعا، يضطر المرضى للذهاب إلى مشافي الحكومية بالعاصمة دمشق، لإجراء الصورة.
ولكن حتى يتم حجز الدور في مشافي العاصمة قد ينتظر المريض شهرين أو أكثر في بعض الأحيان، بحسب “الصبيح”.
ويزيد ذهاب المرضى إلى تلك المشافي من معاناتهم حيث يضطر المريض إلى الذهاب ثلاث مرات، الأولى من أجل حجز دور للصورة والثانية لإجراء الصورة والثالثة لاستلام تقرير الطبيب عن الصورة.
وتتراوح تكلفة الذهاب إلى مشافي العاصمة، “ما بين 100- 200 ألف ليرة سورية”، حيث يدفع في كل مرة أجور مواصلات أكثر من خمسون ألف ليرة.
ويضيف “الصبيح” لنورث برس، أن الأشخاص غير المطلوبين فقط يمكنهم الذهاب، بسبب وجود الحواجز العسكرية التابعة للقوات الحكومة، التي تقوم “بتفيش” الهويات الشخصية وتفتيش السيارات.
والأسبوع الماضي تحدثت مصادر محلية من المشفى الحكومي بريف درعا، أن جميع أجهزة تصوير الطبقي المحوري في المشافي الحكومية بالمحافظة، متوقفة عن العمل بسبب أعطال لا يتم صيانتها.
ويوجد في درعا، 8 مشافٍ حكومية موزعة في المدينة والريف، بينما يوجد ثلاثة أجهزة تصوير طبقي محوري، هي موزعة على مشافي درعا ونوى وطفس الوطني.
وذكر مصدر في أحد المشافي الوطنية رفض ذكر اسمه لنورث برس، أن المشافي الحكومية بدرعا “تعاني من واقع خدمي سيء وسط إهمال وتقصير من قبل مديرية الصحة في درعا ووزارة الصحة في دمشق”، بحسب المصدر نفسه.
ويعتبر المصدر أن تأمين أجهزة الطبقي المحوري من أهم متطلبات سكان في محافظة درعا.