دمشق ـ نورث برس
وصل سعر البيضة في سوريا إلى نحو 750 ليرة، ومع صعوبة الحصول على كل أنواع البروتين، هنالك من يطالب السماح باستيراد البيض، ومنتجون يطالبون بحلول أخرى كحل مشكلة الأعلاف لعدم خسارة هذا القطاع والعاملين فيه.
صعوبة الحصول على البيض عند غالبية السوريين حدث غير عادي، لأن هذه المادة تشكل البديل عن كل أنواع مصادر البروتين التي أصبحت خارج إمكانيات الاستهلاك من الأسماك إلى اللحوم أو الأجبان أو غيرها من قائمة مواد البروتين الحيواني.
البيع دون التكلفة
يذكر مربو الدواجن الكثير من الأسباب التي أدت لارتفاع أسعار صفيحة البيض إلى هذا الحد غير المسبوق، ويشير البعض إلى أن إلزامهم من قبل وزارة التجارة الداخلية بالبيع دون سعر التكلفة، هو أحد أسباب انهيار هذا القطاع خاصة مع التهديد بتطبيق عقوبات القانون رقم 8 لحماية المستهلك والتي تتضمن الحبس والغرامات.
أضاف ظافر محمد، مربي دواجن في حمص، أن الوزارة لم تأخذ بالحسبان ارتفاع تكاليف الإنتاج الكبيرة، سواء بسبب أسعار الأعلاف المرتفعة أو المازوت، وقد اضطر أصحاب المداجن لشراء المازوت بأسعار مرتفعة جداً، لأنه لا يمكن ترك المداجن دون تبريد وتدفئة.
وبين مدير منشأة دواجن في القطاع العام، أن كلفة إنتاج البيضة تصل إلى نحو 590 ليرة، ومطلوب منهم بيعها بسعر أقل من التكلفة، حيث يبيع بسعر يصل لنحو 570 ليرة.
وأضاف مالك حسين، صاحب مدجنة في طرطوس، أن تسعير الوزارة لصفيحة البيض بأقل من سعر إنتاجه يعني أنها تفرض نظرية حماية المستهلك من جيب المنتج، وأن “يطعم الشعب بعضه” والنتيجة موت هذا القطاع وتدميره بعدما خرج معظم المربين من العمل، ولو أن الوزارة تركت موضوع التسعير للعرض والطلب كانت النتائج “أفضل”، حسب قوله.
الاستيراد أجدى
وفي تعقيبه على واقع إنتاج البيض والفروج، بين أحد التجار أن السماح باستيراد الفروج والبيض من الدول المجاورة “أكثر جدوى”، لأن سعره أقل بمقدار النصف من الأسعار المحلية.
أضاف المصدر أن استيراد الفروج والبيض سيؤدي لاستنزاف القطع، لكن استيراد العلف يحتاج أيضاً إلى قطع وحوامل طاقة.
في حين رفض مربون هذا الرأي، وبينوا لنورث برس، أنه يجب استيراد الأعلاف، لأن أسعارها في دول الجوار أقل منها في سوريا بنسبة لا تقل عن 30%، وهذا من أسباب ارتفاع أسعار الإنتاج وليس بسبب هوامش الربح التي يضعها المنتجون، والسماح بالاستيراد سيؤدي لتصفية نشاط جميع المربين وهذا خسارة للاقتصاد.
وأشار عضو في لجنة مربي الدواجن، إلى أن سعر الطن من فول الصويا ارتفع من 3 ملايين ليرة إلى أكثر من 6 ملايين خلال مدة لم تتجاوز 3 أشهر، وأن هذا الارتفاع بالأسعار سببه الاحتكار وعدم المحاسبة.
وقال المربي حسن إبراهيم في حمص لنورث برس، إن دخول الفروج المهرب من لبنان كبدهم “خسائر كبيرة”، وأن انخفاض سعر الأعلاف في لبنان يعود “لعدم احتكار هذه المواد من قبل فئة محدودة من المتنفذين الذين يفرضون الأسعار التي يريدونها في سوريا”.
ولأنه لكلٍ مشاكله، ذكر أحد تجار الأعلاف أن مشاكل الاستيراد كثيرة وهذا ما يجعل التكاليف مرتفعة منها التمويل من المنصة في المصرف المركزي مع التأخير الكبير والبطء في التمويل، وهذا يجعل عملية الاستيراد تستغرق وقتاً طويلاً، وبالتالي المعروض من الأعلاف أقل وأسعاره أعلى.
اقتراح حل
أحد المدراء السابقين في الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة طالب وزارة التجارة الداخلية بالتدخل الإيجابي لحل مشكلة حصول المواطنين على البيض والفروج بأسعار مناسبة، وعرض فكرة تسليم المربين الأعلاف والمازوت مقابل تسويق إنتاجهم أو نسبة منه للسورية للتجارة وبنسب مقبولة للجميع.
وأشار إلى أنه عند تأمين الأعلاف والمازوت من مصادر السورية الخاصة، يحق لها أن تطرح الأسعار بأقل من التكلفة، لأن ما تعرضه بخسارة يكون من جيبها وليس من جيوب المربين.
وبينت إحصاءات وزارة الزراعة أن إنتاج مؤسسة الدواجن التابعة للقطاع العام يصل إلى نحو 416 ألف بيضة مائدة يومياً، وأن إنتاج القطاع العام من البيض لا يشكل سوى 30% من إنتاج سوريا الذي يتراوح بين 700 مليون إلى مليار بيضة.
وربما لأن إنتاج المؤسسة لا يشكل أكثر من 30% من إنتاج سوريا، حسب تقرير وزارة الزراعة، لذلك لا يستطيع أغلب الباحثين عن هذا المنتج العثور عليه، ليصنف البيض إلى جانب شقيقاته من المنتجات الحيوانية خارج القدرة والإمكانات.