ريف الحسكة – نورث برس
اختصرت سميرة وضع المساعدات الإنسانية التي من المفترض أن تصل للنازحين في مخيم العريشة بريف الحسكة الجنوبي، بعبارة “المعونات عدم”.
وتواجه سميرة العلي (52 عاماً) وهي نازحة من مدينة الميادين دير الزور منذ 2017، وتسكن في مخيم العريشة، شأن جميع النازحين في المخيم صعوبة المعيشة، وسط شح أو انقطاع المساعدات الإنسانية، بدءاً من الغذائية وليس انتهاءً بالمنظفات.
وتتكون عائلة “العلي”، من 11 شخصاً من بينهم 6 أطفال وتعيش ظروفاً معيشية قاسية داخل المخيم، تقول لنورث برس: “المساعدات الغذائية التي نحصل عليها غير كافية أبداً”.
وما يزيد معاناة “العلي” أيضاً ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات، “ليس لدينا القدرة على شرائها”.

وتضيف الكثير من العائلات “اضطرت لبيع بعض أغراضهم لشراء طعام يسدون بها جوع أطفالهم ” .
ولم يقتصر الأمر في قلة المساعدات على الغذائية فقط، بل حتى المنظفات كمياتها “قليلة جداً” بالكاد تكفيهم لأيام، حيث يتم تقديمها لهم كل ثلاثة أشهر.
وأسست الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مخيم العريشة عام 2017، حيث يقطن فيه 2824 عائلة نازحة من المناطق السورية مثل “حمص، حلب، دير الزور والحسكة” بحسب آخر إحصائية لإدارة المخيم.
سلة غذائية لا تكفي
لا يختلف حال عساف العبد (50 عاماً) وهو نازح في مخيم العريشة، عن حال سابقته، فهو أيضاً يشكو قلة المساعدات الغذائية والمنظفات المقدمة لهم، وسط ظروف معيشية صعبة يواجهها مع أفراد عائلته.
وينحدر “العبد” من قرية القورية بريف دير الزور، حيث نزح منذ 2017، وهو رب أسرة مؤلفة من 9 أشخاص .
ويقول “العبد” لنورث برس: “أحصل على سلة غذائية واحدة كل شهر، ولكنها لا تكفينا، فعائلتي كبيرة”.
فيما لم يستطع الخمسيني إخفاء معاناتهم من قلة وتأخر حصولهم من المنظفات وسط مخاوفهم من انتشار الأمراض، “لم نحصل على المنظفات منذ ثلاثة شهور”.
وذكر الرجل أن منظمات عاملة في المخيم “تعقد جلسات توعية لأطفالهم حول كيفية العناية بنظافتهم الشخصية، في الوقت الذي يكون فيه المخيم خالياً من المنظفات”.
وقال بلهجة لم تخلو من الحسرة ممزوجةً بنوع من السخرية: “أطفالنا ليسوا بحاجة لتعلم كيف يغسلون أيديهم ووجوههم بالماء والصابون هم بحاجة لتوفير المنظفات” .
نقص في التمويل
ويشتكي النازحون في مخيمات النزوح شمال شرقي سوريا، من قلة الدعم المُقدّم لهم من المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة في ظل استمرار إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر)، وتأثيره على كمية المساعدات التي تصلهم على فترات متقطعة.
وأرجعبهاء محمد، وهو إدارة مخيم العريشة، سبب تأخر توزيع السلال الغذائية والمنظفات على النازحين في المخيم، إلى “نقص التمويل لدى المنظمات الإنسانية”.
وأضاف لنورث برس: “هناك نقص تمويل حاد لدعم المنظمات، بالإضافة لوجود عراقيل أثناء دخول المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية”، دون أن يتطرق لذكر تلك العراقيل.