“الناس انبادت من البرد”.. الشتاء والنزوح يعصفان بنازحي مخيمات منبج

منبج – نورث برس

ينتظر محمد، انقضاء المطر ودفئ الجو قليلاً للذهاب إلى محله، إذ أن الرجل لديه صالونٌ للحلاقة افتتحه في خيمة تفتقد للشادر من إحدى جوانبها.

يقول محمد علي (42عاماً) وهو نازح وحلاق في مخيم منبج الشرقي الجديد، إن أياً من المنظمات لم تساعده في تأمين خيمة لافتتاح صالونه، كذلك لم يقدموا له كنازح أي مساعدات خلال الفترة الماضية.

ويشتكي نازحون في مخيمات منبج، شمالي سوريا، من قلة الدعم المُقدّم لهم من المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة في ظل استمرار إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر)، وتأثيره على كمية المساعدات التي تصلهم على فترات متقطعة.

ويضيف “علي”، أنه حاول مراراً التواصل مع المنظمات لمساعدته ودعمه في عمله، لكن لم يلبَّ له طلب، رغم تقديم المنظمات الدعم وتبنيها لمشاريع صغيرة كعمله.

ويشتكي الرجل كما باقي النازحين في المخيم، من تراجع المساعدات، التي تقدمها المنظمات، حيث يفتقد المخيم للخيام والشوادر والعوازل، في ظل شتاء قاسٍ.

وفي مخيمات منبج عائلات دون خيام، ففي مخيم منبج الشرقي القديم 10 عائلات، و15 أخرى في مخيم منبج الشرقي الجديد، يضطر هؤلاء لتشارك الخيام مع أقارب لهم.

ويطالب هؤلاء، بضرورة فتح المعابر الإنسانية وعودة المنظمات لمد يد العون لآلاف النازحين، ممن يرزحون تحت ظروف معيشية “سيئة للغاية”.

وفي مدينة منبج، شمالي سوريا، مخيمين يضم المخيم الشرقي الجديد 630 عائلة نازحة، بعدد أفراد 3258 فرداً، يعاني غالبيتهم، من قلة الدعم، وخاصة مع دخول فصل الشتاء.

وتعاني هذه المخيمات أوضاعاً “مأساوية”، نتيجة تقاعس المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، وفاقم ذلك انسحاب منظمات إنسانية، بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية.

كذلك يناشد حسين الشحرور (58عاماً) المنظمات الإنسانية لمد يد العون لهم، في ظل شتاء قاسٍ، حيث لا سبيل للتدفئة لديهم، إذ أن جميع وسائلها معدومة.

يقول الرجل بلهجته العامية، “الشعب انباد من البرد”، حيث يفتقد النازحون في المخيم لمادة المازوت للتدفئة، بالإضافة للحرامات والإسفنج والشوادر الخاصة للخيام وكذلك العوازل، حيث تسرب خيامهم مياه الأمطار إلى الداخل.

ويضيف، أن الدعم المقدم لهم لا يكفي لـ50 بالمئة من احتياجاتهم، في ظل صعوبات معيشية يعانيها النازحون في المخيمات.

ويعاني النازحون في المخيمات صعوبات اقتصادية، نتيجة انعدام فرص العمل، وتردي الواقع المعيشي الذي زاد منه انهيار الليرة السورية، كما يعانون ظروفاً إنسانية في “غاية الصعوبة”، بسبب افتقادهم لأبسط مقومات الحياة.

وفي ظل استمرار إغلاق المعابر الإنسانية وعلى رأسها معبر اليعربية، تناقصت كمية المساعدات الإنسانية التي تصل مناطق شمال شرقي سوريا، حيث يتمُّ تقديم المساعدات بحسب كمية الدّعم المقدّم، بحسب منظّمات إنسانية عاملة في منبج.

إلى ذلك يقول حسين الجاسم، إن الأوضاع داخل المخيم “مأساوية وقاسية لأبعد الحدود، وباستمرار إغلاق المعبر سينقطع الدعم عن المخيم، وبالتالي سنموت جميعاً جوعاً”.

ويطالب النازح في مخيم منبج الشرقي القديم، الجهات المعنية أن ترأف بحال نازحي المخيمات، وتفتح المعابر الإنسانية، إذ أن النازحين في المخيمات يعيشون أوضاعاً صعبة.

ويبلغ عدد النازحين في مخيم منبج الشرقي القديم 2144 نازحاً، منهم 1091أطفالاً، و511 امرأة، ويوجد في المخيم 30 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، و77 مصاباً بأمراض مزمنة.

في حين يبلغ عدد النازحين في مخيم منبج الشرقي الجديد 3282 نازحاً، منهم 2127 طفلاً، و360 امرأة، ومن ضمنهم 15 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، و80 إصابة بالأمراض المزمنة.

وقبل أكثر من عامين، أغلق معبر اليعربية، الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق النقض “الفيتو”، في مجلس الأمن الدولي لإغلاق المعبر أمام مرور مساعدات الأمم المتحدة.

وأمام ذلك، يقول محمد الدرويش، وهو إداري المخيمات النظامية في منبج، إن مخيمي منبج، يفتقران للمساعدات الغذائية والطبية والمستلزمات الشتوية.

ويضيف، أن المساعدات للنازحين في المخيمين “تكاد تكون شبه معدومة”، ويرى أن السبب في ذلك إغلاق المعابر الإنسانية التي أثرت سلباً على النازحين في المخيمات.

وفي ظل عدم قدرة الإدارة الذاتية على تلبية احتياجات النازحين في المخيمات ضمن مناطقها، يناشد الإداري المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، “للنظر بعين الرأفة والرحمة تجاه النازحين”.

إعداد: أحمد عبد الله – تحرير: أحمد عثمان