كيف تتعامل واشنطن مع التطبيع المحتمل بين أنقرة ودمشق؟

دمشق- نورث برس

ازدادت مؤخراً وتيرة التصريحات التركية والسورية بشأن تطبيع العلاقات المحتمل بين الطرفين، ربما من شأنها رسم سيناريوهات جديدة قد تفضي إلى تغيرات على الساحتين السياسية والعسكرية بسوريا.

ونهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنَّه سيعقد لقاء منتصف كانون الثاني/يناير الحالي، مع نظيريه الروسي والسوري، في خطوة جديدة من التقارب بين أنقرة ودمشق، لكن دون أن يحدد مكان اللقاء. 

وكل ما يحدث اليوم يطرح العديد من الأسئلة  لتتقدمها، إذا تحقق التطبيع بين الطرفين؛ هل السيناريوهات العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية تصبح قابلة للتحقيق حينها؟.    

ورغم البيانات التي تصدرها الولايات المتحدة الأميركية وانتقادات مسؤولين سابقين لديها، يبقى من الصعوبة التكهن بموقف واشنطن الواضح من التطبيع بين أنقرة ودمشق.

مواقف غير معلنة

يقول ترينتون شوينبورن، خبير في فض النزاعات في منظمة “إنترناشيونال ريفيو”، إنه خلافاً لبيانات وانتقادات واشنطن بشأن التطبيع، “هناك خلف الكواليس نرى أصداء تختلف عن البيانات والمؤتمرات العلنية”.

ويضيف شوينبورن، خلال برنامج واشنطن أونلاين الذي تبثه وكالة نورث برس: “كان هناك دائماً موقف ظاهر رافض من جانب الولايات المتحدة الأميركية لأي نوع من التطبيع مع نظام الأسد، وعدم وجود أي رغبة إلا في الحاجات الضرورية ويحصل هذا خلف الكواليس”.

ويعتقد الخبير، أن التطبيع هو خارج خيارات إدارة الرئيس الأميركي جو بادين ، ولكن “هناك بعض الهوامش التي يتم إعطاءها لحلفائنا في المنطقة عبر التنسيق مع دمشق، والقيام بمحاولات التواصل وربما الحصول على شيء بالمقابل”.

ويرى أن الموقف التركي تجاه قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، “لن يتغير عما قريب، فهم حافظو على هذه السياسية تجاهها وتجاه وحدات حماية الشعب وضد حزب العمال الكردستاني، وتركيا سوف تستمر في اعتبارهم منظمات إرهابية وسوف تستمر في معاملتهم كمؤسسات ما دون دولة” .

ويشدد “شوينبورن”، خبير في فض النزاعات على أنه رغم تذبذب الدعم الأميركي لـ”قسد”، “فإن تواجدنا على الأرض لن يتغير بشكل كبير، ولا يوجد أي تغير دراماتيكي من نوع الدعم والتجهيز العسكري، الذي نقدمه”.

“التطبيع ليس سهلاً”

يقول يوسف إسماعيل مدير معهد الكرد في واشنطن إن “التطبيع ليس سهلاً بدليل أن محادثات جنيف عام 2016 كانت نوعاً من التطبيع، ولكن بعد سبع سنوات فشلت في جلب أي نتيجة إيجابية لأي طرف على أرض الواقع”.

ويضيف في برنامج  واشنطن أونلاين: “لن يكون من السهل لتركيا والأسد، القبول بالمجاميع المتطرفة لكلاهما؛ فما مصير القوات المدعومة من تركيا الذين يمتلكون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة؟. وهناك هيئة وأخواتها يمكن أن تنقلب على تركيا”.

ويعتقد “إسماعيل” أنه “ليس بالأمر السهل على تركيا الانسحاب من الأراضي السورية، وكذلك التخلي عن المجاميع المتشددة التي بنتها خلال السنوات الماضية فهي تظل أداة بيد الجيش التركي ليس للتدخل في سوريا وحسب وإنما العديد من الدول الإقليمية”.

وشدد على أن التطبيع بين دمشق وأنقرة ليس سهلاً في ظل وجود معارضة دولية أيضاً. كل ما تم وسيتم من اجتماعات بين المسؤولين في دمشق وأنقرة “سينتهي بفوز أردوغان في الانتخابات”.

ويرى مدير معهد الكرد في واشنطن أنه ليس هناك وضوح في السياسة الأميركية في سوريا بشكل عام، خاصة مع موضوع التطبيع”.

ويضيف “إسماعيل”: “نحن نرى الكثير من البيانات للإدارة الأميركية، تقول إنها ترفض هذا التطبيع، ولكن لا نرى أي تهديد أوردة فعل إذا ما حدث التطبيع”.

إعداد وتحرير: قيس العبد الله