مع انتصاف الموسم الشتوي.. الدفعة الأولى لمخصصات محروقات الزراعة لم تسلّم كاملة بعد
الحسكة – نورث برس
يسير محمد التركي (43 عاماً) بين أرضه الزراعية التي يتشاركها برفقة اثنين من إخوته في قرية الصلالية، نحو 8 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة، ويتفقد التربة الزراعية التي أوشكت على الجفاف.
وكانت المنطقة وخاصة الحسكة وريفها الجنوبي قد شهدت هطولاً غزيراً للأمطار بداية الأسبوع الماضي، بعد فترة طويلة من انحسار الأمطار وحالة الجفاف التي أصابت المنطقة.
مخصصات التدفئة للزراعة

اضطر “التركي” الذي استلم مخصصاته من محروقات التدفئة (300 ليتر) بعد أن أضافها لمخصصات إخوته لتصبح 900 ليتر واشترى أيضاً 1000 ليتر من السوق الحرة بسعر وصل لـ 1500 ليرة لكل واحد ليتر، حتى تمكن من سقاية أرضه الزراعية التي يتشاركها مع إخوته.
وقال لنورث برس: “لدينا 3 دفاتر عائلة استلمنا 900 ليتر من مخصصاتنا لمحروقات التدفئة.. قمنا بسقاية أرضنا الزراعية وتركنا أطفالنا ليتدفأوا على الحطب”.
ويملك “التركي” رفقة إخوته 250 دونماً من الأرض الزراعية التي توارثوها، ويقومون بزراعتها بمحصولي القمح في فصل الشتاء والقطن في الصيف، وليقوموا نتيجة تأخر استلام المخصصات وقلتها بتقليص المساحات المزروعة.
ولم يستطع المزارع من زراعة كامل المساحة، “قمنا بزراعة أقل من النصف، بسبب المحروقات وقلتها. انتصف الشهر الأول من العام الجديد ولم نحصل بعد على ليتر من مخصصاتنا الزراعية”.
وتساءل “التركي”: “كيف لنا أن نقوم بسقاية هذه الأراضي والعمل بها؟ كيف سنورّد الحبوب من أجل إكمال الأفران لأعمالها؟ وكيف سنورّد الحبوب للإدارة التي كتبت علينا تعهدات بذلك ونحن لم نستلم بعد المازوت؟”.
لا استخدام للأسمدة والمبيدات
ولفت التركي إلى أنهم لا يملكون القدرة على شراء المنشطات الزراعية والأسمدة، “إذ تم نسيانها بشكل نهائي.. الموضوع كله فقط نريد محروقات، مازوت لسقاية هذه الأرض”.
حال المزارع عبد علاوي محمد (54 عاماً) من قرية الصلالية، لا يختلف عن سابقه، إذ قام بزراعة 100 دونم من أرضه بمحصول القمح خلال الموسم الزراعي الحالي، ولكن غياب المحروقات يثير التخوف لديه.
ويقول لنورث برس: “أهم شيء المحروقات وهي العمود الفقري والمادة الأساسية للزراعة. رغم ارتفاع أسعار البذار وقلة مخصصاتها لكل واحد دونم ولكن يمكن تلافي المشكلة من خلال الشراء الكميات الناقصة من السوق الحرة”.
ويضيف: “كما يمكن التغاضي عن استخدام الأسمدة والمكافحات والمبيدات الزراعية، ولكن الحاجة ماسة للمحروقات، مع وجود المحروقات هناك سقاية، مع انعدامها لا توجد سقاية للمزروعات”.
ويقوم المزارعون بتبذير الأرض بنحو 50 كيلو غرام لكل واحد دونم، في حين يحصلون على كميات من 30-32 حسب نوع الحب بين طري وقاسي للمروي، و18 كيلو لكل واحد دونم من الأراضي البعلية، بحسب مديرية الزراعة في الحسكة.
وقلّص خليل إبراهيم الحمد (46 عاماً) من قرية الحمر الشرقية، 10 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة، من مساحة أرضه للمواسم الحالي، من 100 دونم إلى 80 دونماً “نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم القدرة على استدانة النقود من أجل شراء المحروقات”.
وقال “الحمد” لنورث برس: “حصلت على مخصصاتي من الدفعة الأولى من المحروقات قبل يومين، إذا بقي الحال على ما هو عليه فإنني سأحصل على دفعة ثانية خلال آذار، وملحق خلال نيسان. أي سأحصل على 3 دفعات فقط، والأرض تحتاج إلى 7 سقايات للموسم الواحد”.
واضطر “الحمد” كسائر المزارعين، لشراء كميات كبيرة من المحروقات من السوق الحرة بأسعار تتراوح بين 1000 – 1500 ليرة سورية لكل واحد ليتر.
ويتم توزيع 10 ليتر لكل واحد دونم، حسب نوعية المحرك، في حال كان “بتر ولستر”، وإذا كان المحرك “أندريا” فإن الكمية هي 15 ليتر للدونم الواحد، و20 ليتراً لباقي المحركات، بحسب ولاء محمد الرئيس المشارك لمديرية الزراعة في الحسكة.
وأضاف “محمد” لنورث برس: “لم يتم الانتهاء حتى الآن من توزيع الدفعة الأولى لعدم توفر الكميات المطلوبة والحاجة الماسة للمحروقات في المنطقة وخاصة للسير والتدفئة، وعدد الدفعات المقرر توزيعها هي 5 دفعات بسعر 410 ليرة لليتر، مع إضافة 15 ليرة أجور توصيل”. في حين كان سعر المحروقات الزراعية خلال الموسم الزراعي الماضي 85 ليرة سورية.