“متنا من الجوع”.. نداءات استغاثة يوجهها نازحو مخيم عشوائي في الرقة

الرقة – نورث برس

يقف حمود مكتوف اليدين بينما ينظر لعائلته تعاني رداءة العيش في مخيم نزحوا إليه من ويلات الحروب.

يقول حمود الخلف (48 عاماً)، نازح في مخيم اليوناني نحو 1كم جنوبي الرقة على الضفة اليمنى للفرات، إنهم لم يتلقوا أي مساعدات منذ نزوحهم بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها.

ويعاني النازحون في المخيمات من قلة المساعدات الإنسانية، وسط ظروف معيشية صعبة يقاسيها هؤلاء، في ظل شتاء شديد البرودة.

ويشتكي “الخلف” الذي ينحدر من منطقة الرصافة جنوب غربي الرقة، وهو رب أسرة مؤلفة من 13شخصاً، من قلة المساعدات في ظل عدم توفر فرص عمل يأتي منها بما يسد حاجاتهم اليومية.

وحال الرجل ينسحب على غالبية نازحي مخيم اليوناني، ممن لا حيلة لهم في تغيير وضعهم السيء، وكما يصف بلهجته العامية، “إحنا شعب استونيا” في إشارة منه إلى تدهور أوضاعهم المعيشية.

ومخيم اليوناني هو واحد من 58 مخيماً عشوائياً، يعاني سكانها من قلة المساعدات، التي أثر عليها إغلاق معبر اليعربية واستمرار إغلاقه، وزاد أوضاعها سوءاً وسط مناشدات من الإدارة الذاتية بضرورة دعم المخيمات.

ويطالب “الخلف” الجهات المعنية بإعادة فتح المعابر التي تدخل منها المساعدات، على أمل أن تصل إليهم بعض منها.

والاثنين الفائت، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، قرار تمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمالي غربي سوريا، عبر تركيا لمدة ستة أشهر إضافية، مع الإبقاء على إغلاق المعابر الأخرى بما فيها معبر اليعربية على الحدود العراقية.

وفي منتصف نيسان/ أبريل العام الفائت، قال شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، إن استمرار إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر) يفاقم الوضع الإنساني لمئات آلاف النازحين.

وأضاف في تصريح لنورث برس، أن “تجاهل الوضع الإنساني لمئات الآلاف من النازحين يزيد من الأعباء الإنسانية عليهم نتيجة لإغلاق المعبر”.

ويشكل إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر) ضغطاً إنسانياً على النازحين في مناطق الإدارة الذاتية، والتي أطلق مسؤولوها الدعوات مرارًا وتكراراً بضرورة فتح المعبر المغلق منذ أكثر من عامين.

وأغلق المعبر الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإغلاق المعبر أمام مرور مساعدات الأمم المتحدة مطلع العام ٢٠٢٠.

لكن لزهرة الحسين (60عاماً) رأي مختلف، إذ أن المسنة تقول إن معاناتهم من قلة المساعدات كانت حتى قبل إغلاق المعابر، حيث لم يُقدم لهم مساعدات.

وتضيف بلهجتها العامية: “احنا نازحين محدا يدور علينا، أطفالنا بردانين وجوعانين”.

وتضطر “الحسين”، للعمل إلى جانب عائلتها رغم تقدمها في السن، ومعاناتها من الأمراض وتعرّضها لخيانة الجسد، “للحياة شروط أجبرتنا على ذلك”.

ورغم عملها وكدها اليومي، إلا أن ما تحصل عليه لا يكفي لشراء حاجياتها وعائلتها، في ظل ارتفاع الأسعار الكبير، ما يضيف معاناة أخرى لهم، “يوميتي ما تشتري كيلو سكر”.

وتقطن في مخيم اليوناني 280 عائلة ينحدرون من مناطق الرصافة والزملة ومعدان الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، ويبلغ عدد النساء في المخيم 1120، في حين يبلغ عدد الأطفال 840، بالإضافة لـ 9 أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفق آخر إحصائية.

بالإضافة لمعاناة سابقتها، تُزيد أسعار الأدوية من معاناة غدير الأحمد (52عاماً)، والأمر ينسحب على غالبية قاطني المخيم، إذا ما مرض أحد أبنائهم.

واضطرت المرأة للاستدانة من جيرانها في المخيم لشراء الدواء، عندما مرض أحد أبنائها، ولكن “المبلغ كان كبيراً علينا”، إذ لم تستطع إكمال الدواء.

تقول “الأحمد”، إنهم في المخيم يحتاجون إلى مد يد العون لهم بالمساعدات من خيم وسلل غذائية وأدوية وغيرها من الاحتياجات، إذ لا قدرة لهم على شرائها في ظل ارتفاع أسعارها بشكل.

في ظل كل ذلك يبقى النازحون يطلقون نداءات استغاثة لنجدتهم لمواجهة ظروفهم، ولا مُجيب.

إعداد: فاطمة خالد – تحرير: أحمد عثمان