اقتصادي سعودي يرى أن علاقات سوريا مع إيران تنبئ بالمزيد من الانهيار الاقتصادي والحل بنظام لامركزي
واشنطن – هديل عويس – NPA
قال الاقتصادي السعودي والمستشار السابق لوزارة الطاقة السعودية محمد الصبان, إن انهيار الليرة السورية وتدهور حال الاقتصاد السوري هو أمر مستدام ولا ينفك عن الجانب السياسي للمشهد السوري.
وأضاف الدكتور محمد الصبان، لـ "نورث برس" أن "العلاقة مع إيران من جهة والعقوبات الخاصة بالحرب التي تضرب النظام السوري تنبئ بالمزيد من الانهيار المستقبلي خاصة في ظل المؤشرات الواضحة على نية دولية باستمرار الضغوطات الاقتصادية على حليف النظام السوري".
"أمل وحيد
يفيد الدكتور الصبان بأن الليرة ستواجه ما هو أفظع في ظل وجود واقع دولي جديد وحروب اقتصادية تشن على إيران وحلفائها باتت البديل عن الحرب التقليدية. مضيفاً، "الاقتصاد السوري يملك أملاً وحيداً بالانفراج في حال وجود حل سياسي شامل".
ويشير إلى أن انتهاء التعامل الإقليمي والدولي مع موارد سوريا التي كانت تؤمن جزء كبير من الدخل السوري من مواد غذائية ونسيجية وغيرها من الصناعات التي كانت تملأ الأسواق العربية انتهت واختفت من هذه الأسواق مثل السوق السعودية بسبب الحرب والمنظومة الروسية السورية الايرانية التي عزلت الاقتصاد السوري، إلى جانب خروج موارد الطاقة الأساسية من سيطرة النظام مثلما هو الحال بالنسبة لحقول النفط في الشمال الشرقي من سوريا.
تجنب انهيار الليرة "وهم"
ويتفق روجيه اده، السياسي اللبناني على أن حملة الضغوطات الدولية مقصودة، قائلاً "واهم من كان يتوقع امكانية تجنب هذا الانهيار والمزيد منه مستقبلاً" ويضيف لـ "نورث برس" قائلاً: "المعاش الشهري للمواطن العادي أضحى في بعض الأحيان ٢٨$، وهذه ليست الا البداية".
وأضاف اده "ما تفعله دمشق يشبه ما يحدث الآن للبنان بسبب العلاقات المشبوهة، فسوريا لن يبنيها ولن يضع الاستثمار الخاص فيها إلا محيطها العربي الذي دعمها دائماً ويدعم الاقتصادات العربية المتدهورة لكن هذا لن يحصل دون تغييرللنظام والدستور السوري"
ويرى السياسي اللبناني أن الحل هو أن يجرب السوريون القبول بنظام لا مركزي اتحادي مقبول دولياً "ولتبني سوريا مصرف مركزي ينسق بين المحافظات ويفيدها ويستفيد الوطن السوري كله من هذا التنسيق الديموقراطي في نهاية المطاف و سيلمس المواطن تغير جذري سيطرأ على الاقتصاد وكل تفاصيل حياته".
ويردف "المجتمع الدولي يريد سوريا ديمقراطية ناهضة، أما أمام هذا الحال السياسي فلا شيء سيتغير وبالنسبة لسعر الليرة فإنها ستذهب من سيئ لأسوأ".
ويقول اده إن "عودة سوريا إلى عضويتها في المؤسسات الأممية والعربية والإسلامية وعودة دبلوماسيتها لتلقى قبول واحترام دولي هو السبيل الوحيد لتدفق الاستثمارات والمساعدات لإعادة اعمار سوريا"، و "إعطاء حد أدنى من السلطات للسلطة المركزية وحد أعلى من النفوذ للسلطات المحلية والقطاع الخاص، ودولة مدنية مئة بالمئة وكل هذا قادر على قلب المعادلة الاقتصادية السورية بنسبة مئة بالمئة".