منبج – نورث برس
يبحث أحمد عن فرصة عمل جديدة وبمرتب غير الذي يحصل عليه، في عمله الحالي، لكن ذلك مالم يكن بسبب قلة فرص العمل، ما أجبر الشاب على الاستمرار وسط قلة مردوده.
أحمد العبد الله (21عاماً) من سكان منبج، شمالي سوريا، ومعيل لعائلته، يعمل في محل لبيع الألبسة، بأجر لا يكاد يكفيه لوحده.
ويعاني الشباب ممن يعملون في المطاعم ومحال الألبسة وتصليح السيارات وغيرها من المهن في القطاع الخاص، من تدني الأجور في ظل ارتفاع كبير في الأسعار وتدهور قيمة الليرة السورية.
يقول “العبد الله”، إن الشباب ممن يشبهون حاله في منبج، لا يستطيعون تأمين مستقبلهم، في ظل ما تشهده المنطقة من أوضاع سياسية تؤثر على حركة الأسواق، وانهيار الليرة السورية، وقلة فرص العمل.
وفي ظل ذلك، يرى الشاب أن فرصته وأشباهه، بتكوين عائلة تكاد تكون “معدومة”، في ظل الغلاء الذي ضرب جميع جوانب الحياة.
وتعاني كافة المناطق السورية أزمة اقتصادي نتيجة تراجع القيمة الشرائية لليرة، مع التدهور الكبير بقيمتها، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، لذا وجد كثير من محدودي الدخل أنفسهم أمام تحدي تراجع القدرة الشرائية لدخلهم، وتأمين تكاليف معيشتهم.
ويتقاضى “العبد الله”، أجرة أسبوعية تصل إلى 40 ألف ليرة، لقاء عمله في محل ألبسة بالسوق المغطى وسط منبج.
ويقول: “أجرتي لا تغطي مصروفي وإيجاد عمل أفضل يعتبر من المستحيلات لتخلي أغلب اصحاب المحال عن الأيدي العاملة تخفيفاً من المصاريف”.
بينما يقف غلاء الإيجارات عائقاً أمام خالد حميدي (21عاماً) الذي فكر في إنشاء عمله الخاص، بمهنة كهرباء السيارات، ويرى أن 50 دولاراً أجرة المحل شهرياً “كثيرة للغاية”.
لذا يضطر الشاب للاستمرار في عمله في إحدى الورش الصناعية في منبج، بأجر شهري يصل إلى 350 ألف ليرة، لأن عمله الخاص سيكلفه أجرة محل لستة أشهر وأدوات ومعدات وهي باهظة الثمن.
ورغم وجود مهنة يتقنها الشاب، إلا أنه يواجه مستقبلاً مجهولاً يعجز عن تأمينه بسبب التكاليف المرتفعة، والأمر ينسحب على غالبية الشباب في منبج.
وشهدت الليرة السورية تدهوراً كبيراً أفقدها الكثير من قيمتها أمام العملات الأجنبية، حيث تجاوزت حاجز الـ 7 آلاف للدولار الواحد نهاية العام الفائت، إلا أنها عادت لتتعافى مطلع العام الجاري.
وكمعاناة سابقه من الغلاء، يعجز عبد الرحيم العلي (35عاماً) الذي يعمل في محل لبيع الوجبات السريعة، عن تأمين حاجيات عائلته المكونة من ثلاثة أولاد وزوجته.
ويتقاضى “العلي” راتباً يبلغ 500 ألف ليرة، يقول إنه لا يكفيه أبعد من منتصف الشهر في ظل الغلاء الفاحش، إذ أنه يدفع 150 ألف ليرة إيجاراً للمنزل الذي يسكنه.
ويعاني سكان منبج من ارتفاع الأسعار وتحكم التجار فيها بعد الانهيار الكبير الذي ضرب الليرة، ورغم تحسنها بنحو 1200ليرة أمام الدولار، إلا أن الأسعار لا زالت تُحسب وفق سعر الصرف بحده الأعلى الذي وصلت إليه الليرة نهاية العام الفائت.
ويجد “العلي” صعوبة تأمين لقمة العيش في ظل تدني قيمة الأجور اليومية، ويعاني الرجل أوضاعا اقتصادية سيئة، إذ لا يتناسب دخله مع احتياجات أسرته، خاصة وأنه يتقاضى أجرته بالليرة السورية.
ويتخوف الرجل، على مستقبل أطفاله مع ما تشهده المنطقة من انهيار اقتصادي وصعوبة بتأمين لقمة العيش.
وسبّب ارتفاع الأسعار حالة من الركود، أدت لتراجع عمل علي السعيد، وهو من أصحاب معامل الخياطة في منبج، ويعاني الرجل من قلة الطلبيات التي سببها ركود حركة الأسواق، إذ اضطر للتخلي عن بعض العمال لديه.
ونتيجة الغلاء في الألبسة الجديدة، يضطر الكثير من سكان منبج، لشراء الألبسة المستعملة، كونها أرخص وتتماشى مع دخلهم المحدود، طبقاً لـ”السعيد”.
ويشير “السعيد”، أن تراجع حركة الأسواق سبّب نسبة كبيرة من البطالة لأغلبية السكان، وهذا ما يرفع أيضاً من معدل الفقر.