بعد التصعيد التركي .. خطوات أميركية في الرقة والحسكة

غرفة الأخبار – نورث برس

بعد التصعيد التركي واستهداف مرافق حيوية وبنى تحتية في الشمال السوري، كثف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تحركاته ودعم شريكه في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بعملية أمنية.

ودفع التحالف المزيد من الدعم العسكري إلى قواعده العسكرية بريف الحسكة، وكثف عملياته المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضد ‘‘داعش’’.

وسبق ذلك، عودة التحالف إلى مدينة الرقة بعد ثلاث سنوات من الانسحاب منها، وزيارة المبعوث الأعلى للحكومة الأمريكية في شمال شرقي سوريا، للإدارة الذاتية، في تشرين الأول / أكتوبر الفائت.

وتفيد معلومات غير رسمية، عن نية التحالف الدولي إنشاء قاعدة عسكرية في مدينة الرقة.

وخلال الشهرين الفائتين، نفذ التحالف الدولي تدريبات عسكرية على الأسلحة المضادة للطائرات، ومشاركة لطائرة من نوع ‘‘AC-130J Ghostrider’’ في التدريبات وأطلقت النار على أهداف قريبة، شرقي سوريا.

كما دفع التحالف الدولي في الـ 25 من تشرين الثاني الفائت، بتعزيزات جديدة إلى قاعدتها العسكرية في بلدة الشدادي جنوبي الحسكة، ضمت 20 شاحنة محملة بمواد عسكرية ومعدات لوجستية، وشاحنات مغلقة وصهاريج للوقود بالإضافة لعربات عسكرية.

بينما ذكرت القيادة الأمريكية، في الـ 11 من كانون الأول/ ديسمبر الفائت، أن طائرة مروحية نفذت ضربة جوية ناجحة شرقي سوريا، أسفرت عن مقتل مسؤولين في التنظيم، أحدهم يدعى أنس، دون الكشف عن المزيد عن هوية القتلى ومكان العملية.

فيما قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكية، في الـ 17 من الشهر نفسه،  إنها أجرت 6 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وأعلنت “CENTCOM” عبر تويتر، أن العمليات أسفرت عن اعتقال 5 عناصر من تنظيم ‘‘داعش’’ متورطين في التخطيط لهجمات على مراكز يحتجز فيها عناصر التنظيم وعلى مخيم الهول.

وفي الـ 20 من كانون الأول، استقبل القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، كل من القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، الجنرال ماثيو ماكفرلين، ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، في مقر إقامته بالحسكة شمالي سوريا.

وفي ذات اليوم، قالت القيادة المركزية في بيان، إنها نفذت ثلاثة عمليات إنزال خلال الساعات الـ48  الماضية، شرقي سوريا، أسفرت عن اعتقال ستة عناصر في تنظيم ‘‘داعش’’ بينهم أحد كبار قادة التنظيم في سوريا ويدعى “الزبيدي”.

وأشارت، أنَّ الزبيدي متورط في عمليات التخطيط وتسهيل شن عمليات التنظيم في سوريا.

جهود التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، تواصلت خلال عملية ‘‘صاعقة الجزيرة’’ ضد عناصر وخلايا تنظيم داعش، في أرياف الحسكة والقامشلي ودير الزور والرقة، والمنطقة الصحراوية على الحدود السورية العراقية.

وأسفرت العمليات التي بدأت في الـ 26 من كانون الأول / ديسمبر الفائت، واستمرت 10 أيام، عن اعتقال 154 عنصراً من التنظيم، ومصادر كميات كبيرة من الأسلحة والمواد اللوجستية.

وأشاد غرفة عمليات ‘‘العزم الصلب’’، بجهود ‘‘قسد’’ في نجاح العملية، واعتبرها ‘‘مثالاً آخر على التزام قوات سوريا الديمقراطية بردع تهديد داعش، ومواجهة محاولاتها اليائسة لتنفيذ الهجمات وتهديد شمال شرقي سوريا’’.

ويرى الكثير من المراقبون، إن تكثيف التحالف الدولي لتحركاتها في شمال شرقي سوريا، يأتي في أطار ‘‘طمأنة’’ قوات سوريا الديمقراطية في ظل التهديدات التركية.

إلا أن البعض يرى على أنها رسائل مبطنة لأطراف أخرى في ظل تعنت تركيا، لرفض دولي حيال تهديداتها ضد شمالي سوريا في ظل تنامي خطورة تنظيم ‘‘داعش’’، وخاصة التقارب الحاصل مع دمشق وعقد اجتماع مستوى وزيري الخارجية والاستخبارات في موسكو، نهاية العام الفائت.

وفي الـ 4 من كانون الثاني الجاري، أعلنت الخارجية الأميركية، إن الوقت الحالي “ليس المناسب” لتطبيع العلاقات مع دمشق.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، الذي قال “نحن لا نؤيد ترقية الدول لعلاقاتها أو التعبير عن دعمها لإعادة تأهيل الدكتاتور الوحشي بشار الأسد’’.

فيما قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا إيثان غولدريتش، الخميس الفائت، أن “أي انتهاك لعقوباتنا على الأسد سنتعامل معه، وسنحقق في نشاط أي دولة تخرق عقوباتنا على سوريا’’.

إعداد وتحرير: دلسوز يوسف