الإصابة بالإنفلونزا.. مخاوف ذوي طلبة في الرقة تتبدد بعد إجراءات احترازية

الرقة – نورث برس

ترددت ميادة بإرسال طفليها إلى المدرسة بعد انتهاء تعليق الدوام الذي فرضه مجلس الرقة المدني، على خلفية انتشار الإنفلونزا.

في أول يوم دوام بعد التعليق، لم تسمح المرأة لأطفالها بالذهاب إلى المدرسة، لكن تطمينات من أصدقاء طفليها وأطفال جيرانها، أخبروها أن المدافئ متوفرة في المدارس.

ميادة العاني (31عاماً) وهو اسم مستعار لامرأة من الرقة، ولديها طفلين أحدهما في الصف الأول والآخر في الثالث، تقول إنها كانت تنوي إجلاس طفليها في المنزل، في ظل عدم توفر التدفئة بالمدارس.

وفي الـ 17 من كانون الأول/ ديسمبر، علّقت لجنة التربية والتعليم في الرقة شمالي سوريا، الدوام المدرسي لمدة أسبوع، بسبب انتشار إنفلونزا (كريب) تسببت بوفيات.

وأصدر مجلس الرقة المدني قرار تعليق الدوام المدرسي بناءً على مقترح لجنة التربية والصحة.

وقال خلف المطر، الرئيس المشارك للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، لنورث برس، إنهم علقوا الدوم في المدارس والمعاهد والروضات لـ”ضرورات صحية”.

وأشار إلى أن أطباء “حذروا من الفيروس بسبب تأثيره الكبير على الأطفال”.

وجاء تعليق الدوام في الرقة، بعد تعليقه في الطبقة، ليتبعهما بعد ذلك منبج، كما عُلّق الدوام المدرسي في صرين على خلفية وفتاة شقيقتين بالإنفلونزا.

وتبعه بعد ذلك إغلاق للمدارس وتعليق الدوام في الجزيرة وكوباني، لتعقيم المدارس، كخطوة احترازية لمواجهة انتشار الإنفلونزا.

وحذر الأطباء في الرقة وكوباني من انتشار الفيروس “الغريب”، والذي يتحول من “كريب” إلى ذات رئة، يسبب وفيات بين الأطفال.

وبعيد تعليق الدوام في مدراس منبج، قال مسؤول الرقابة الصحية في لجنة الصحة بمدينة منبج شمالي سوريا، إن انتشار الإنفلونزا في الوقت الحالي “لا يستوجب إعلانها كجائحة، لأنها موسمية وتزول لدى أشخاص من تلقاء نفسها”.

كذلك، قال مسؤول في لجنة الصحة في الرقة، إن الإنفلونزا التي انتشرت مؤخراً “موسمية”، وجميع الحالات التي راجعت المشفى الوطني، تظهر أنها “كريب عادي” بشدة أكثر من المعتاد.

وفي تصريح سابق لنورث برس، قال عبود البديوي، عضو مكتب الرعاية الأولية في لجنة الصحة في مجلس الرقة المدني، إنهم أرسلوا عينات من الفيروس إلى مخابر في أربيل بعاصمة إقليم كردستان العراق، لتحديد نوع الفيروس المنتشر.

وأضاف، “نتائج التحاليل دلت أن الإنفلونزا هي من النوع (ب)، وهي موسمية وسابقة الانتشار في المنطقة”.

في الوقت ذاته، قال إداري في مشفى الفرات بمنبج شمالي سوريا، إن أعداد الإصابات بالإنفلونزا تتصاعد، حيث تراجع المشفى يومياً أكثر من 70 حالة، “90 % منها مصابة بالإنفلونزا التي انتشرت مؤخراً”.

وأضاف: “ما يساعد هذا المرض على الانتشار، طبيعته الفيروسية”، مشيراً إلى أن أعراض المرض هي “ضيق بالتنفس، وهن عام، فقدان للشهية، سعال جاف وارتفاع بدرجات الحرارة، وتصل مدة علاجه إلى أسبوعين في حال عدم إهمال المريض والمداومة على العلاج”.

وأمام توالي الأخبار بحدوث وفيات والتي تناقلها سكان وأطباء في الرقة والطبقة والجزيرة، قال طبيب في مشفى الأطفال في الرقة، إنهم لم يسجلوا أي وفيات بالإنفلونزا، لكنهم حولوا 4 حالات عانت ضيق التنفس إلى العناية المشددة.

لكن الغريب في الأمر أن تعليق الدوام كان شبه عام في مناطق شمال شرقي سوريا، ودفع بهيئات ولجان التربية إلى تعليق الدوام في المدارس، دون أن تُصدر هيئة الصحة أي بيانات.

حاولت نورث برس التواصل مع هيئة الصحة، إلا أنها لم تحصل على تصريح من قبل المسؤولين في صحة الإدارة الذاتية.

وبالعودة على ميادة أم الطفلين والتي تتشابه في حالها مع كثير من الأمهات ممن تخوفن من انتشار المرض وانتقال العدوى لأطفالهن، وما دفعهن لإعادة إرسال أولادهن، هو اتخاذ الجهات المعنية من صحة وتربية إجراءات احترازية، وتأمين التدفئة في ظل شتاء قاسٍ.

لكن تبقى المشكلة الأبرز التي يواجهها قطاع التربية في الإدارة الذاتية، الازدحام في الغرف الصفية، وكثرة أعداد الطلبة وخاصة في المدن، دون حل، والتي يحاولون تخفيفها بنظام الفوجين.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان