سكان شمالي الرقة: سنهلك مع أي موجة نزوح تضربنا

الرقة – نورث برس

بات مخاف إبراهيم من موجة نزوح جديدة أكبر من ذي قبل، وخاصة مع توالي التهديدات التركية، واستمرار القصف، وسط حركة نزوح لسكان قرى خط التماس شمالي الرقة.

إبراهيم السيد (48عاماً) من سكان قرية الحكومية نحو 35 كم شمالي الرقة، شمالي سوريا، جرّب في فترة سابقة النزوح وعاش مرارته، لكن الرجل الآن متخوف في ظل توافد النازحين إلى قريته.

وتسبب القصف التركي على قرى خط التماس القريبة منM4  القريبة من بلدة عين عيسى، بنزوح سكان القرى إلى مدينة الرقة ومخيم تل السمن وقرى ريف الرقة الشمالي.

يقول “السيد”، إن موجة نزوح التي تطالهم “ستسبب الكثير من المآسي، خاصة في ظل البرد الشديد والظروف المناخية القاسية التي تمر في المنطقة”.

ويضيف، أن “كارثة إنسانية ستعصف بهم وتزيد أوضاعهم سوءاً، في ظل تفشي الأمراض والأوبئة”، خاصة مع معاناة سكان الرقة من الظروف الاقتصادية نتيجة انهيار الليرة السورية.

ويشير إلى أن نزوحهم في ظل عدم قدرتهم على استجار منازل في الرقة، سيدفع الكثير منهم إلى اللجوء للمخيمات العشوائية، في الوقت الذي يرزح فيه نازحو العشوائيات تحت ظروف إنسانية ومعيشية صعبة.

ويعاني النازحون في المخيمات العشوائية في الرقة، والبالغ عددها 58 مخيماً، من قلة الدعم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في الرقة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية فيها، من قبل مسؤولين في الإدارة الذاتية، على خلفية انسحاب المنظمات.

وفي حال حدوث نزوح، إلى قرية ما أو مخيم ما، سيزيد ذلك عدد السكان فيها، وبالتالي ستزيد نسبة البطالة وقلة الخدمات، وفق “السيد”.

ما يدفع الرجل للكلام معاناته في ظل قلة مادة الخبز، وعدم توفر التدفئة لديهم، دون حدوث موجات نزوح، بالإضافة للوضع الصحي المتردي في قريته، ويرى أن أي موجة نزوح ستكون “مأساة إنسانية”.

وعند حديثها عن النزوح، تقول مريم العبد (50عاماً) وهي من سكان قرية الحكومية شمالي الرقة، إن ظروف النزوح “لا تطاق في هذه الفترة، مع تزايد أحوال السكان سوءاً”.

وتضيف متسائلة، “إلى أين سننزح؟ لم نلبث أن وجدنا استقراراً، أين ستكون وجهتنا، لدينا أطفال وكبار سن وعاجزين وأرامل”.

وتشير المرأة إلى صعوبات اقتصادية يعانون منها، دون حدوث نزوح حيث يعجزون عن تأمين أمور معيشتهم، “المي كثيرة بس والله أكل ما عنا”.

ويوافق عمار الرجب (50عاماً) وهو من سكان تل السمن جنوبي، شمالي الرقة، سابقيه، ويصف الرجل الوضع بـ “السيء للغاية”، ويتوقع حدوث “كارثة إنسانية” في حال نزح سكان قرى خط التماس التي تبعد عنه نحو 10 كم.

يقول “الرجب”، إن الظروف المناخية القاسية وانهيار الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، “سيُحدث كارثة حقيقية وقد يذكرها التاريخ”.

بلدة تل السمن شمالي الرقة – نورث برس

ومنتصف الشهر الفائت، انهارت الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، ووصلت إلى رقم قياسي أمام الدولار، حيث بلغت 7100 ليرة للدولار الأميركي الواحد.

ويتساءل “الرجب”، “أين سنذهب؟ لم يبق لنا مكان يأوينا، هل علينا أن نهاجر ونترك بيوتنا؟”، وأمام هذا الحال ومخاوفه يحتار الرجل بملجأ عائلته.

فيما يتبادر إلى ذهن سليمان محمد (54عاماً) وهو من سكان تل السمن جنوبي، الآلية التي سينقل أغراض منزله فيها، حيث خسر الرجل سيارته خلال نزوح السابق إبان معارك طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من المنطقة.

وأمام حاله يقول: “سنهلك لامحالة فنحن شعب منهار من كافة النواحي”. ويضيف: “الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بنا أنهكتنا وكسرت ظهورنا، أطفالنا جياع، كيف سنجد مكاناً يأوينا؟”.

إعداد: إبراهيم العيسى – تحرير: أحمد عثمان