غرفة الأخبار – نورث برس
لطالما ارتبطت السياسة بالإعلام ولا سيما الحكومي وتوجهه وفقاً لمصالح الدول، من حيث استخدام المصطلحات وسياسة النشر وحتى التهجم.
خلال سنوات الحرب استخدمت وسائل إعلام الحكومة السورية، مصطلحات تهاجم فيها تركيا وتعتبرها “دولة محتلة لأراضيها وداعمة للإرهاب”.
لكن بعد ليلة الـ 28 من كانون الأول/ ديسمبر نهاية العام الفائت، تغيّر الخطاب الذي كان يعتبر تركيا “دولة محتلة إرهابية” إلى “الإدارة التركية”، وذلك بعد اجتماع جمع وزراء دفاع وأجهزة استخبارات تركيا وسوريا في موسكو.
في الـ 29 من نفس الشهر، قالت جريدة “الوطن” شبه الرسمية، إن دمشق ما كانت لتلتقي مع “الإدارة التركية” لو أن الاجتماعات الأمنية السابقة لم تكن لصالحها.
الإدارة ذاتها كانت تقول عنها دمشق إنها “تحتل أراضٍ سورية” وتطالبها بسحب قواتها.
أما وكالة “سانا” الرسمية للأنباء، فتطرقت إلى الاجتماع بعنوان “مباحثات ثلاثية بين سوريا، تركيا وروسيا”، دون وصف الدولة التركية بصفات تعوّد عليها المتابعون طيلة سنوات الحرب.
قبل أشهر وتعليقاً على نوايا أنقرة في بناء مستوطنات على الأراضي السورية، قالت “سانا” إن “نوايا النظام التركي عمل عدواني استعماري تسعى من خلاله حكومة رجب طيب أردوغان إلى إنشاء بؤرة متفجرة داخل سورية والاستمرار في رعاية وتسليح وتشغيل تنظيمات إرهابية مسلحة لاستخدامها ضد الشعب السوري”.
وخلال الأيام الفائتة تركزت العناوين الأساسية في تلفزيونات “سما – الفضائية السورية – الأخبارية السورية” وهي قنوات إعلامية حكومية، على “اجتماع الحكومة السورية مع الإدارة التركية” لبحث ملفات مشتركة، وفقاً لها.
وقبلها بقليل تلك القنوات ذاتها كانت تصدّر عناوين “النظام التركي”، “رأس النظام التركي أردوغان”، “الميليشيات الإرهابية المدعومة تركياً”، “الاحتلال التركي”…. وما إلى ذلك.