كوباني- نورث برس
لا يخفي محمد مخاوفه من عودة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، إلى مدينته، ويرى أن عودة التنظيم تعني الانتقام من سكان المدينة.
ولا زال الرجل يتذكر كيف عاد “داعش” متخفياً إلى كوباني بعد هزيمته، وارتكب مجزرة، راح ضحيتها نحو 300 مدني، بينهم شقيقه وسبعة أشخاص من أقربائه.
ويرى محمد محمود جعفر (55 عاماً) وهو شقيق أحد الضحايا الذين فقدوا حياتهم في المجزرة التي ارتكبها التنظيم في 25 حزيران/ يونيو 2015 بمدينة كوباني، أنه في حال تمكن تنظيم “داعش” من إعادة إحياء نفسه في الرقة ودير الزور، فإن كوباني ستكون “وجهته للانتقام”.
ويتخوف سكان مدينة كوباني من إعادة إحياء “داعش” في المنطقة، بعد ظهور خلايا له في مدينة الرقة، عاصمة التنظيم، الأسبوع الفائت، وتكرار مجازره وهجماته وانتقامه من المدينة التي بدأت منها هزيمته في نهاية عام 2014 وبداية عام 2015.
وفي السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت، شنَّ تنظيم “داعش” هجوماً يعد الأعنف منذ أشهر، استهدف مقراً للأسايش بمدينة الرقة، أودى الهجوم بحياة أربعة عناصر من الأسايش وعنصرين من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بحسب بيانٍ لقيادة قوى الأمن الداخلي “الأسايش”.

وهذا الظهور لـ”داعش” زاد مخاوف “جعفر”، ويقول إن خطره على الإنسانية جمعاء، فإذا ما أعاد “داعش” إحياء نفسه سيكون خطراً على المنطقة برمتها.
وفي الخامس والعشرين من حزيران/يونيو عام 2015، قُتل 253 شخصاً، وأصيب 273 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، إثر غزو “داعش” لمدينة كوباني.
ووصف سكان كوباني تلك الليلة التي تسببت بمقتل وإصابة 526 شخصاً من سكان المدينة بـ”ليلة الغدر”.
الأمر لا يقتصر على “جعفر” فحسب، هذه المخاوف باتت تعتري جميع سكان المدينة، وأمينة مصطفى جلو (40 عاماً)، والتي فقدت زوجها وشقيقها في مجزرة كوباني، واحدة منهم.
وتتخوّف “جلو” من تمكن “داعش” من إعادة إحياء نفسه، لأنه سيعمد إلى “ارتكاب المزيد من المجازر بحق سكان المنطقة”.
وتقول، إن ظهور وعودة عناصر وخلايا “داعش” في الرقة، يثير مخاوف سكان المنطقة، وخاصة كوباني التي هزم فيها التنظيم.
وتضيف “جلو”، أن تنظيم “داعش” قتل زوجها محمد بوزي (47 عاماً) وشقيقها عزالدين مصطفى جلو (43 عاماً)، بالإضافة إلى قتل نحو 50 مدنياً في حيّهم، وأكثر من 300 مدني في مدينة كوباني.
وتحمل “جلو” دول العالم مسؤولية الاستمرار بالعمل على إنهاء تنظيم “داعش” في المنطقة، كي يتمكن السكان من العيش بأمان في منازلهم.
وبعد تحركات التنظيم المكثفة، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، في 29 كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت، إطلاق عملية ‘‘صاعقة الجزيرة’’ في ريفي الحسكة والقامشلي، شمالي سوريا، لملاحقة خلايا ‘‘داعش’’.
ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم، اعتقلت “قسد” خلال عمليتها، 143 عنصراً، بحسب بيانات رسمية.
ويرى مصطفى علوش (70 عاماً)، وهو من سكان كوباني، أن ظهور خلايا “داعش” في الرقة، حيث كانت عاصمته المزعومة، هدفه “إعادة إحياء التنظيم من جديد، والعودة للانتقام”.
ويرى “علوش” أن “تمكن عناصر داعش من إطلاق سجنائهم من الجنسيات الأجنبية والأوروبية، سيشكل خطراً على العالم أجمع، لذلك يجب ألا يتم إهمال خلاياه”.