التهديدات والتصعيد التركي يشل الحركة العمرانية في منبج

منبج – نورث برس

يتجول جميل بين ورشات البناء للبحث عن العمل، لكن أياً منها لم تستقبله، في ظل توقف حركة البناء في منبج.

جميل العبد الله (26عاماً) من سكان منبج، يعمل في أعمال البناء والورش، ويعتمد بذلك على تأمين معيشة عائلته، إذ لا معيل لها سواه بعد وفاة والده.

ومنذ نحو شهرين، تشهد الحركة العمرانية في منبج تراجعاً ملحوظاً وتكاد تكون شبه معدومة، بسبب الأجواء المتوترة والتوقعات بشن تركيا عملية برية لا سيما في ظل تكرار ذكر منبج في تصريحات المسؤولين الأتراك، حيث لا يغامر السكان بصرف أموالهم في البناء خوفاً من النزوح.

 وفي العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، صعّدت القوات التركية قصفها ضد مناطق شمال شرقي سوريا، وقصفت الشريط الحدودي من ديرك شرقاً حتى منبج غرباً ومناطق بريف حلب الشمالي.

واستخدمت تركيا، ولأول مرة بعد عمليتها العسكرية ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019، طائرات حربية استهدفت بنى تحتية حيوية أخرجتها عن الخدمة.

ولا يزال القصف مستمراً مع تراجع بوتيرته، لذا ينتاب السكان مخاوف من أن تشن تركيا عمليتها العسكرية على الشمال السوري.

يقول “العبد الله”، لنورث برس، إن تراجع الحركة العمرانية في المدينة ألقى بظلاله عليه، حيث يواجه صعوبة بتأمين حاجيات أسرته.

وما يفاقم الوضع أكثر، استمرار انهيار الليرة السورية والتي تخطت حاجز الـ 7 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد الأسبوع الماضي.

وأحمد العلي (40 عاماً) من سكان منبج، تأثر أيضاً بتراجع الحركة العمرانية، حيث يشتكي الرجل من قلة فرص العمل وتدني الأجور، ويصف تأثير التهديدات التركية على حالة العمران بـ “السلبي”.

ويعتمد غالبية سكان منبج على الوظائف والعمل بالمياومة، وغالباً ما يكون هذا العمل في الإنشاءات، لذلك تأثر الكثير منهم، على الرغم من الأجور اليومية المتدنية التي يتقاضونها وتبلغ  15ألف ليرة كمعدل وسطي.

وللأسباب ذاتها تراجع عمل حسين الحسون (39عاماً)، وهو صاحب منشرة حجر في منبج، ويقول، إن “وضع العمل في هذه الفترة شبه متوقف والأجواء غير مستقرة”.

وتتوالى التهديدات التركية بشن عملية برية في الشمال السوري، ما يضع مئات آلاف السكان تحت خطر النزوح والتهجير، كما حدث أثناء عمليتها العسكرية ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019 التي تسبب بنزوح نحو 300 ألف شخص، بحسب إحصائيات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

ونتيجة اعتماده في المبيعات على ورش البناء، تراجع عمل الرجل بشكل كبير خلال الفترة الماضية، كما أضرت التهديدات التركية بالعديد من أصحاب المهن في منبج ومناطق أخرى شمالي سوريا.

كذلك الحال بالنسبة للمهندسين، يقول إسماعيل قطوان (33عاماً) وهو مهندس معماري في منبج، إن التهديدات التركية أثرت على عملهم.

ويضيف أن التهديدات التركية أدت لتراجع استخراج تراخيص الأبنية والبنية العمرانية في المدينة، وتأثر المهندسون من حيث استخراج الرخص والمقاولون والمكاتب العقارية من حيث البيع والشراء.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمان