بعد استئناف الدوام.. سكان في الرقة يمتنعون عن إرسال أطفالهم إلى المدارس
الرقة – نورث برس
لم يرسل علاء الدين أطفاله إلى المدرسة، اليوم، ويفكر بتسجيلهم لدى معلم خصوصي في المنزل مؤقتاً خوفاً من إصابتهم بالإنفلونزا الذي تسبب مؤخراً بوفيات بين الأطفال.
يقول علاء الدين الأحمد (30عاماً)، من سكان الرقة، شمالي سوريا، إنه متخوف على أطفاله من انتقال عدوى الإنفلونزا إليهم بعد عودتهم إلى المدارس، لا سيما في ظل غياب الإجراءات الوقائية.
وفي السابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، علّقت لجنة التربية والتعليم في الرقة، الدوام المدرسي لمدة أسبوع، بسبب انتشار إنفلونزا (كريب) تسببت بوفيات، لتعود بعد انتهاء المدة لتعليق الدوام مجدداً حتى الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري.
والاثنين، بدأ الدوام المدرسي بعد انتهاء فترة التعليق، لكن الغياب في أعداد الطلبة تزايد في معظم المدارس، بحسب معلمين.
وما يثير مخاوف “الأحمد”، الازدحام الشديد في الغرف الصفية في مدارس الرقة، حيث اضطرت إدارة المدارس أمام كثرة أعداد الطلبة وقلة المدارس للعمل بنظام الأفواج.
وفي الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي، قال مسؤول في لجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، إن هناك ازدحاماً في الصفوف المدرسية، يعيق العملية التعليمية، ويصل العدد في الصف الواحد إلى 70 طالب/ة.
وتضرّرت الكثير من مدارس الرقة أثناء طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الرقة، على يد قوات سوريا الديمقراطية، وبحسب تقارير إعلامية، فإن حجم الدمار الذي لحق بالمدينة بلغ 80 في المئة.
وفي وقت سابق، قال خلف المطر الرئيس المشارك للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، إن اللجنة افتتحت 367 مدرسة في الرقة وريفها، بينما يبلغ عدد المدارس الكلّي في الرقة 524 مدرسة، منها 27 مدمرة بالكامل في المدينة، و31 في الريف، و122 مدرسة أخرى تحتاج إلى ترميم.
وكسابقها لم ترسل أم محمد (30عاماً) من سكان الرقة، أطفالها إلى المدرسة، الاثنين، خوفاً من انتقال العدوى إليهم من الأطفال الآخرين ونقلها لإخوتهم، وفق قولها.
وتقول السيدة وهي أم لأربعة أطفال، اثنان منهم في المدرسة، أن أحدهم كان قد التقط العدوى بالإنفلونزا من أحد الطلاب في صفه، ما أدى إلى بقائه في البيت لمدة أسبوع “طريح الفراش”.
وأمام مخاوف السكان، قال مسؤول في لجنة الصحة في الرقة، الأسبوع الماضي، إن الانفلونزا التي انتشرت مؤخراً “موسمية”، وجميع الحالات التي راجعت المشفى الوطني، تظهر أنها “كريب عادي” لكن شدته أكثر من المعتاد.
وأضاف في تصريح خاص لنورث برس، حينها، أن “نتائج التحاليل دلت أن الإنفلونزا هي من النوع (ب)، وهي موسمية وسابقة الانتشار في المنطقة”.
رغم ذلك إلا أن سكان من الرقة لا زالوا متخوفين على أبنائهم، إذ امتنع سلمان البليخ (32عاماً) وهو من سكان قرية معيزيلة شمالي الرقة، عن جلب أطفاله إلى مدارس المدينة، كما اعتاد في السابق.
ويجد الرجل نفسه خاضعاً لمخاوفه، بعد توالي أنباء عن وفيات الإنفلونزا وتصاريح الأطباء بخطورتها على الأطفال، وما يزيد مخاوفه ذات المشاكل التي ذكرها سابقيّه من كثرة الأعداد في الغرف الصفية.