باحث تركي: التقارب بين تركيا والنظام السوري مرحلي وليس استراتيجي
دمشق – نورث برس
قال مهند حافظ أوغلو الباحث السياسي التركي، إن “التقارب بين تركيا والنظام السوري هو تقارب مرحلي وليس استراتيجي”.
وأضاف أوغلو في تصريح خاص لنورث برس، السبب في أنه مرحلي هو “عدم سيادة النظام السوري على تحركاته وقراراته، ولولا الضغط الروسي من جهة وضغط المعارضة التركية من جهة أخرى لما رأينا لقاءً ثلاثياً في موسكو”.
وأشار إلى أن “أنقرة مصممة على بقاء الدعم للمعارضة السورية لأنها تتحرك وفق المجتمع الدولي، والذي يعتبر المعارضة السورية كيان مهم ويجب دعمه رغم تخليه عن الدعم اللازم لها”.
ويرى الباحث التركي أنه “سيكون هناك تحرك ميداني مختلف في شرق الفرات تحديداً بشكل أكبر من غرب الفرات، وسوف تكون قوات سوريا الديمقراطية هي الخاسر الأكبر في هذا التموضع الجديد”، مضيفاً “لأن هذا سيكون ضمن الحل الروسي الذي تسعى إليه موسكو ويتماشى مرحلياً مع أنقرة”.
إذ تسعى موسكو إلى بسط أكبر قدر من الأراضي تحت سيطرة دمشق، وفقاً لقوله.
وقال أوغلو إن “النظام السوري بحكم أنه لا يزال دولياً هو الممثل للدولة السورية فإنه وبالتنسيق مع روسيا يمكن أن يحل محل قوات سوريا الديمقراطية بضمانات روسية”.
ويتساءل “لكن يبقى السؤال هل هذا كافٍ لطمأنة تركيا ؟”، مجيباً ” لا أظن”.
وأمس السبت، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن سحب القوات التركية من سوريا يتطلب تقدم العملية السياسية هناك.
يبدو أن تركيا نفسها لم تحصل على ضمانات لتحقيق أهدافها من الاجتماع، وجلياً أنها تسعى لإضعاف الإدارة الذاتية بإحلال قوات دمشق محلها، وفق ما جاء على لسان وزير خارجيتها.
وشدد أوغلو على أن “القاعدة الشعبية مهمة وأنقرة تدرك هذا جيداً، وهي تؤكد للروس و للنظام أنه دون تهيئة جو آمن حقيقي لا يمكن المضي قدماً في أي تنسيق بينها وبين دمشق”.
وفي الـ 28 من كانون الأول / ديسمبر الفائت، عُقد في العاصمة الروسية موسكو، اجتماع ثلاثي على مستوى وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا.
وقالت الدفاع الروسية إنَّ المجتمعين “ناقشوا سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين السوريين والجهود المشتركة لمحاربة الجماعات المتطرفة في سوريا”.
فيما لم تصدر تصريحات واضحة من قبل الحكومة السورية بشأن الاجتماع الثلاثي غير أنها أكتفت بالتأكيد على أن الاجتماع كان إيجابياً، لتعلق أنقرة بأنها “تقوم بما يلزم من أجل حماية حقوقها ومصالحها“، مؤكدة استعدادها “لنقل السيطرة في مواقع تواجدها حالياً بسوريا في حال تحقق الاستقرار السياسي“.