إدلب – نورث برس
يرفض يوسف عبدالرحمن (27 عاماً)، وهو طالب جامعي في إدلب، التقارب الأخير بين أنقرة ودمشق “رفضاً قاطعاً”، ويعتبر مجرد الحديث فيه “خيانة لدماء الشهداء التي سالت على التراب السوري”.
لكنه قال: “ليس غريباً على تركيا هكذا موقف، وهي ذات باع طويل بالتذبذب بالمواقف الدولية لتحقيق مكاسب سياسية محلية”.
ويرى أن ذلك التفكير التركي هو “قصر نظر سياسي وعدم كفاءة المسؤولين الأتراك في قراءة الواقع واستشراف المستقبل، وهو ما رأيناه خلال المفاوضات والمبادلات التي تجري بين الحين والآخر على ملفات دولية متشابكة تارة ومتباعدة تارة أخرى”.
ويستذكر “عبدالرحمن”، مقايضة مناطق واسعة من إدلب وحماة بمناطق مشابهة في نواحي عفرين ومناطقها وقبلها، ومقايضة مناطق في شرقي إدلب وحماة بمناطق مشابهة شمالي حلب، ومقايضة منطقة الباب وأعزاز بالأحياء الشرقية من حلب.
ويشير إلى أن السكان في إدلب فقدوا الثقة بالمواقف التركية التي تتحدث عن الأخوة ووحدة المصير، “وهي تصريحات مخدرة للشعب السوري في الداخل ليبقى في غفلته أو يكون أوراقاً انتخابية تستخدمها الأحزاب في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي التركي المقبل”.
ويرى الطالب الجامعي أن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد لقاء ثلاثي مع الرئيس السوري، ما هي إلا ظهور علني للعلاقات التي لم تنقطع طيلة سنوات الثورة ومن جانب آخر، تحصيل مكاسب وأصوات إضافية بالانتخابات المقبلة”، على حد قوله.
ويرفض سكان وناشطون في مناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب شمال غربي سوريا، التقارب الأخير بين أنقرة ودمشق بواسطة روسية.
وفي الخامس عشر من هذا الشهر، صرح الرئيس التركي، أنه يسعى إلى عقد لقاء ثلاثي مع الرئيسين السوري بشار الأسد، والروسي، فلاديمير بوتين.
كلام أردوغان جاء في تصريح على متن الطائرة، خلال رحلة عودته من تركمانستان، بأنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “يجب عقد لقاء ثلاثي (تركي روسي سوري) للرؤساء”.
وعلى هامش حفل افتتاح مونديال قطر، أعلن الرئيس التركي عقب مصافحته لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أن نفس الشيء يمكن أن يحصل مع سوريا.
وبدأ التلميح التركي بعودة العلاقات مع دمشق، عندما كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في الحادي عشر من آب/ أغسطس الماضي، عن محادثة قصيرة أجراها مع وزير خارجية الحكومة السورية فيصل المقداد.
ودعا أوغلو خلال المحادثة إلى “مصالحة بين النظام والمعارضة بطريقة ما”، وهو ما أثار غضب الشارع المعارض في شمال غربي سوريا والذي انتفض ضد تركيا بمظاهرات كبيرة وصلت إلى مهاجمة النقاط التركية بالحجارة بإدلب، وحرق العلم التركي في أعزاز شمال حلب.
تنافس على الاستحقاق الانتخابي
أعرب مجد المصري (32 عاماً) وهو ناشط مدني يقيم في إدلب، عن اعتقاده أن التصريحات التركية هي مجرد حركة سياسية من قبل الحزب الحاكم خلال الفترة الحالية بسبب اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في تركيا.
وتأتي تلك الحركة في الوقت التي لوحت فيه المعارضة التركية برغبتها لقاء الأسد بهدف إعادة اللاجئين، “لذلك حاول حزب العدالة والتنمية استخدام نفس الأسلوب لسحب هذه الورقة من يد المعارضة التركية التي تحاول تقديم نفسها كبديل لحزب أردوغان وتملك حل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها الناخب التركي حالياً”.
ورأى أن موضوع التقارب ليس أكتر من “فقاعة إعلامية”، إلا في حال وجود تفاهم أكبر من ذلك ووجود رغبة دولية وإقليمية بإغلاق الملف السوري نهائياً “وهذا مستبعد حالياً”، بحسب “المصري”.
وقال علي الشمالي، وهو من نازحي ريف حماة الشمالي في مدينة إدلب، إن التقارب بين أنقرة ودمشق إن حدث فهو “مؤشر خطير على السوريين المقيمين في المناطق المحرر واللاجئين في تركيا، خصوصاً بعد موجة الترحيل الأخيرة ويهدد حياتهم بالخطر ولا يصب في مصلحة الثورة وهو دعاية انتخابية لن تصب إلا في مصلحة الساسة الأتراك”.