عتمة وبرد.. حال سكان دمشق مع التقنين الحاد للكهرباء

دمشق- نورث برس

بعد أكثر من عشر ساعات من القطع، عادت الكهرباء إلى منطقة باب توما بدمشق ولكن لنصف ساعة فقط، لم تستطع فاطمة حتى شحن جوالها بالكامل.  

تقولفاطمة العدوي وهي طالبة جامعية بلهجتها المحلية، “أصبحت ساعات العتمة أكثر من الضوء, كل الشتوية نقضيها هكذا عتمة وبرد”.

وتضيف باستياء، “لا نعرف متى ستنتهي هذه الحالة المزرية التي وصلنا لها”.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية، ازدياداً في ساعات التقنين الكهربائي, مع إعلان الحكومة السورية تأخر وصول التوريدات النفطية.

 وتتراوح ساعات تقنين الكهرباء ما بين 18 ساعة تقنين في أحسن أحوالها إلى 20 ساعة تقنين، وقد يزيد أو ينقص من منطقة إلى أخرى.

ووسط فقدان المحروقات في المناطق الحكومية، توقفت وسائل النقل العامة عن العمل, بالتزامن مع إعلان السورية للاتصالات خروج عدد من المراكز الهاتفية عن الخدمة بسبب صعوبة تأمين الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية الضرورية لتأمين استمرارية تشغيلها خلال فترة التقنين الكهربائي.

ويقول الثلاثيني أشرف البيطار من سكان منطقة جرمانا بدمشق، “لم نعد نسميه تقنين كهربائي، الكهرباء معدومة أصلاً”.

ويشير وهو موظف حكومي إلى أنه ليلة أمس وصلت ساعات التقنين لأكثر من سبع ساعات قطع مع ساعة وصل واحدة.

وباتت العتمة والظلام الدامس هي ما تميز به دمشق مساءاً مع الضباب في بعض المناطق وانخفاض في درجات الحرارة التي وصلت إلى 10 درجات مئوية.

ويرجع مصدر في مؤسسة الكهرباء السورية، ازدياد ساعات التقنين إلى النقص الحاصل في المحروقات بسبب تأخر وصول المحروقات واستهلاك سوريا من مخزونها الاحتياطي.

ويشير إلى أن المؤسسة تحاول تزويد المناطق بالكهرباء بالتساوي.

لكن ساعات التغذية غير ثابتة، وتتغير من يوم لآخر ومن منطقة إلى أخرى، إذ لا تعتمد الحكومة برنامجاً ثابتاً في ساعات التقنين.

ولعدم توفر المحروقات، أصدر رئيس مجلس الوزراء السوري، حسين عرنوس، الثلاثاء الماضي، بلاغاً يقضي بتعطيل الجهات العامة يومي الأحد الموافق لـ 11 و18 من الشهر الجاري.

وأرجع عرنوس، كما تبرر الحكومة دائماً، سبب فقدان المحروقات إلى “الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على البلد، وبسبب الظروف التي أخرت وصول توريدات النفط والمشتقات النفطية”.

وقبل أيام، قرر مجلس الوزراء تخفيض الكميات الممنوحة للسيارات السياحية الحكومية من مواد البنزين والمازوت بنسبة 40 % حالياً حتى نهاية العام.

وتستاء الأربعينية فايزة الحمدي من سكان منطقة المزة بدمشق من تدهور واقع الكهرباء في البلاد، “كل سنة توعدنا الحكومة بتحسن وضع الكهرباء ولكن يكون الوضع أسوء من السنة الفائتة”.

وتقل ساعات وصل الكهرباء أكثر خلال فصلي الصيف والشتاء من كل عام.

وتضيف السيدة وهي موظفة حكومية, “المنخفضات الجوية عصيبة علينا ونحن لا زلنا في بداية الشتاء, لا كهرباء ولا تدفئة ولا يريدون تطبيق نظام الأمبيرات”.

ويحدث هذا وسط  عجز الغالبية عن تأمين بديل عن الكهرباء الحكومية كشراء مولدة أو تركيب ألواح طاقة شمسية.

وأمام هذا الحال الذي ليس له حل في الأفق، تتساءل الموظفة، ” كيف سنتحمل الشتاء وكيف سيمضي!”.

إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد