حلب – نورث برس
يشتكي محمد من تردي جودة الخبز الذي يحصل عليه من فرن حكومي في ضيعة الأنصاري ضمن الأحياء الشرقية بحلب، إذ أنه يجف بعد ساعتين أو أقل من استلامه ويصبح قاسياً غير صالح للأكل في كثير من الأحيان.
ومنذ ثلاثة أشهر، تراجعت جودة رغيف الخبز بشكل ملحوظ ضمن مخابز حكومية في أرياف وأحياء شرقية بحلب بعد تغيير نوعية الطحين المستخدم للون الأسمر.

ويقول محمد المصري (50 عاماً)، من سكان ضيعة الأنصاري، إنه مؤخراً بات يشتري خبز صاج وخاصة أن الطبيب نصحه بعدم تناول النوع السيئ المنتج في أفران حكومية بعدما تسبب تناوله بآلامٍ في البطن له ولزوجته وكان أحد أسباب تهيج مرض القولان لديهما.
يضيف الرجل الخمسيني الذي يعمل في مهنة نجارة البناء (الباطون)، إن الخبز الحالي يفتقد للمواصفات الغذائية ولرائحة الطحين والطعم أيضاً.
ويجني “المصري” من خلال عمله نحو 500 ألف ليرة سورية بالكاد تسد مصاريف البيت وأولاده الثلاثة في المدراس.
ويزيد على كلامه، “ولا يسكت فراغ المعدة إلا وجبة بجانبها خبز بعد فقدان الوجبات الأساسية من طبخات المنزل”، في إشارة منه إلى اعتمادهم بشكل رئيسي على الخبز.
ويعيد رامي الأحمد (40 عاماً)، اسم مستعار لمشرف ليلي في أحد الأفران الحكومية في المدينة تراجع جودة الخبز للطحين ولونه الوارد من مستودعات المؤسسة العامة للمخابز.
لكن جميل شعشاعة، مدير المخابز بحلب يعلل السبب إلى قِدم خطوط الإنتاج التي مضى عليها فترات طويلة من العمل.
ويختلف نوع الطحين الموزع بين حي وآخر وحتى بين مخبز وآخر في نفس الحي ويتميز مخبز الحديقة العامة في مركز المدينة بنوعية رغيف خبز جيدة، بحسب سكان.
فيما ذكرت مصادر محلية لنورث برس أن الناتج منه يوزع على المسؤولين في المدينة والمشرف على عمله وإدارة من يستحق الاستلام منه، فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وتمنح الحكومة مادة الخبز عبر البطاقة الذكية بسعر مدعوم يحصل السكان على سبعة أرغفة بـ 200 ليرة سورية و1250 ليرة سورية لغير المدعومين الذين رفعت عنهم الحكومة الدعم والكمية بحسب عدد أفراد العائلة.
في حين يصل سعر نفس الكمية في السوق السوداء بين 1500 و2000 ليرة سورية والخبز السياحي بوزن كيلوغرام وصل إلى 4000 ليرة سورية.
وبحسب “شعشاعة” فإن مخابز حلب بشكل يومي تحتاج إلى 422 طناً وهي “مؤمنة والمخزون لدينا مبشر ولا يوجد نواقص مخصصات للمدينة أو حتى الأرياف”.
ولكن رامي الأبرص (40 عاماً)، من سكان حي منيان غربي حلب، كما سكان آخرين يشكون قلة مخصصاتهم من الخبز.
ويقول: “رغم الوعود الحكومية لإيجاد الحلول لتوفير مادة الخبز للسكان، تستمر طوابير الانتظار للحصول على مخصصات مخفضة عبر نظام ترشيد قاسي تشهده نوافذ المخابز”.
ويستلم الرجل الأربعيني 14 رغيفاً من الخبز من فرن نفيسة ضمن حي حلب الجديدة بشكل يومي، “وهي كمية لا تكفي عائلتي المؤلفة من ست أشخاص”.

ويزيد على كلامه ساخراً، “ويا ريت الخبز يلي عم ناخده يكون لبني البشر”، في إشارة منه إلى تدني جودته بشكل ملحوظ.
ويجبر “الأبرص” في الكثير من الأحيان لشراء ربطة تحتوي سبعة أرغفة من السوق السوداء بسبب عدم كفاية مخصصاته من المادة.
ويتهم “الأبرص” المخابز البعيدة عن مركز المدينة بأنها تعيش حالة من الفساد في سرقة السكان من حيث الوزن ونوعية الرغيف “وحتى الخميرة منتهية الصلاحية وبعلم المشرفين على ذلك من دائرة المراقبة”.